أندرو باوندز
القطاع الهندسي في بريطانيا أصبح في حالة من النشاط، لكن كيف يمكن أن يصبح المستثمرون كذلك؟
مؤسسات الحي المالي في لندن كانت تقليدياً ضعيفة في دعم الشركات الصغيرة التي تواجه منافسة أجنبية شرسة، وتكاليف تمويل مرتفعة من المصارف، وتتطلب استثماراً مستمراً، وهو ما يترك القليل لتوزيع أرباح الأسهم.
لكن شركات الهندسة الصغيرة التي كانت تتلاشى في ما مضى تظهر عليها الآن علامات الحياة.
ستيف ماكويلان، الرئيس التنفيذي لشركة أفينجترانس، التي تصنع المكونات والأنظمة لصناعات الفضاء والطاقة والطب وإدارة حركة المرور، يعتقد أن وقت هذه الشركات قد حان. أفينجترانس، الكائنة في قلب منطقة السكة الحديدية بين نوتنجهام وديربي، تشبه قريناتها اللاتي حولن العولمة لصالحها، وذلك ببيع منتجات ذات جودة عالية في مجالها المتخصص في جميع أنحاء العالم.
يقول ماكويلان إن كثيراً من الشركات تعمل “دون أن تكون ظاهرة على الشاشة”. ويُضيف: “لا أحد فعلاً ينتبه إلينا”. معظم هذه الشركات لديها القليل من الديون وبصمة عالمية متزايدة، لكنها تركّز كثيراً على رأس المال في محاولة للحفاظ على صدارة المنافسة.
ويمكن، كما يقول، أن يكون من الصعب إقناع المساهمين “لإنهم لا يتوقعون منا أن نكون مبدعين. فهم يتوقعون تحقيق عوائد”. لكن جذب المساهمين أصبح أسهل بعد أن انطلقت الأسهم التي قادت إلى النمو.
ويعتبر نايجل راي، مالك نادي الرجبي “ساراسينز”، المساهم الأكبر في شركة أفينجترانس. ويقول ماكويلان: “إنه يرغب في شيء يمكنه لمسه ورؤيته”. وكثير من أولئك الذين لديهم حسابات ادخار فردية، والمؤهلين الآن للاستثمار في سوق لندن الموازية، يوافقون على ذلك وقد ساعدوا في رفع أسهم شركة أفينجترانس بنسبة 25 في المائة سنوياً.
والشركات التي تعتبر دورية، مثل “مجموعة الـ 600″، فقدت الحظوة لدى المستثمرين، لأن الإيرادات محفوفة بالمخاطر. لكن حتى شركة صناعة الأدوات الآلية هذه، التي يوجد مقرها في الحزام الصناعي في يوركشاير، عادت إليها شعبيتها. فبعد خسائر في عام 2010 و2012 عندما فشلت غزوة في أوروبا الشرقية، عادت الشركة إلى المنطقة السوداء مرة أخرى. وارتفعت أسهمها أكثر من الثُلث بقليل منذ نهاية آذار (مارس)، وهذا أعلى من المستوى الذي وصلت إليه عندما أنهت مجموعة صينية محادثات تتعلق بعملية استحواذ.
رينولد، الشركة العريقة لصناعة السلاسل والوصلات في مانشستر، كانت تنمو بثباث خلال الشهور الـ 11 الماضية، بحيث تضاعفت أسهمها منذ أواخر آب (أغسطس) كجزء من تحوّل جذري كان قد شمل خفض القدرات الإنتاجية عن طريق إغلاق أحد المصانع في المملكة المتحدة.
أما شركة هايورد تايلر، التي يوجد مقرها مدينة لوتون، فقد زادت أسهمها ثلاثة أضعاف في السنة تقريباً لتصبح 88 بنساً. تقوم الشركة بصناعة المحركات والمضخات الكهربائية المُستخدمة في صناعات النفط والغاز والطاقة النووية. وتظهر النتائج للفترة منذ بداية العام حتى 31 آذار (مارس)، هامشاً تشغيلياً يبلغ 10.8 في المائة، وارتفاع الإيرادات بمقدار الثُلث لتصبح 43.2 مليون جنيه، والعودة إلى تحقيق الأرباح بقيمة بلغت 2.3 مليون جنيه، كما ارتفعت ربحية السهم الواحد بنسبة 120 في المائة.
شركة بريشَر تكنولوجيز لصناعة أسطوانات الغاز التي يوجد مقرها في شيفيلد، هي صاحبة الأداء الأعلى، فقد ارتفعت أسهمها من 190 بنساً لتصل إلى 773 بنساً في العام الماضي.
بورفير، ومقرها مدينة كينجز لين، هي مجموعة متخصصة في الترشيح والتكنولوجيا البيئية، وقد زادت إيراداتها بنسبة 32 في المائة لتصبح 51 مليون جنيه، وارتفعت أرباحها قبل دفع الضرائب بنسبة 27 في المائة لتصبح 3.8 مليون جنيه. إلا أن الأسهم انخفضت 10 في المائة منذ إصدار النتائج في حزيران (يونيو)، لكنها لا تزال أكثر من ضعف المستوى منذ عامين.
ويقول ريتشارد هيكينبوثام، وهو محلل في تشارلز ستانلي، إن مثل هذه الشركات بإمكانها تقديم طريقة لاستغلال النمو في الشركات الخاصة، مثل شركة جاكوار لاند روفر المملوكة لمستثمرين هنود. وطرحت شركة تشارلز ستانلي أسهم آيه بي داينمكس، التي تقوم بصناعة أنظمة قياس واختبار لشركات صناعة السيارات في برادفورد أون أفون، بسعر 80 بنساً ويتم تداولها الآن بسعر 157 بنساً.
كانت الحكومة تقوم بعمل جيد في دعم القطاع، خاصة مع المنح من مجلس استراتيجية التكنولوجيا. مع ذلك، يشير هيكينبوثام إلى وجود تحديات مثل الجنيه القوي وارتفاع تكاليف المواد الخام.
شركات الهندسة الصغيرة يجري تداولها بما يعادل 13.2 ضعف معدل السعر إلى الأرباح المستقبلية، مقابل 18 ضعفاً للشركات الكبيرة المنافسة، الأمر الذي يعكس خطراً أكبر. ويقول هيكينبوثام: “هذه علاوة صغيرة لمتوسط على المدى الطويل”.
لكنه يعتقد أن النمو المتصاعد في بعض الأسهم قد يستمر إلى أبعد من ذلك. “توجد بعض الفِرق الإدارية الجيدة في القطاع وأولئك من يجب دعمهم”.