عندما نفهم أن قواعد تواصل الرجال والنساء ليست نفسها، حينها ندرك ضرورة أن يقوم كلا الشريكين بجهد كبير ليتعلّما نمط تفهّم الآخر. عقل الرجل أحادي المهام، فهو إما يفّكر وإما يتحدّث. ولكن هذا لا يعني في المقابل أنه على المرأة أن تتحدث عوضاً عنه حين يفكّر، فهو يكره هذا الأمر. ومن أجل لفت انتباه الرجل، يكفي على المرأة أن تلامسه عندما تريد التحدّث إليه. فهكذا وضعية تسمح للرجل عيش اللحظة الآنية بكل حواسه. المنطق السليم يعني للرجل أن مجرّد مشاركته حياته مع المرأة فهذا دليل مُبرم على حبه لها.
أما بالنسبة للمرأة فهي بحاجة إلى أن تسمع وتسمع اعتراف الرجل بحبه لها مراراً وتكراراً. وبخلاف الرجل فهي تلجأ إلى الكلام لحلّ مشاكلهما، فالتعبير والحل متلازمان بالنسبة لها. كما أنها بحاجة إلى أن ينظر الشريك إليها وإلا قد يدفعها ذلك إلى الظنّ بأنه يتجاهلها. ومن هنا، غالباً ما نسمع الرجال يلومون النساء على انتقاداتهن المتواصلة لهم وعدم رضاهن على الرغم من كل ما يقومون به من أجلهن. أما المرأة فغالباً ما تشتكي من أن الرجل لا يتواصل معها بما فيه الكفاية وأنه من الصعب عليها معرفة ما يفكّر به مما يجعل من المستحيل بالنسبة لها الشعور بأحاسيسه.
التفسير الأحادي لكل من الطرفين لما يحدث هو السبب الأساسي الذي يقف وراء عدم التفاهم وليست المشكلات في حد ذاتها.
قليل من الذكاء واللباقة واستباق الأمور يسمح للمرأة بأن تتمكّن من اعتناق نمط الرجل بحسب مزاجه ما يجعل مما تعتبره تنازلات، طريقها إلى الوصول إلى أقصى ما تريد. جلّ ما عليها هو معرفة توقعات شريكها وحاجاته الزوجية الأساسية.
عليها ألا تنسى أن ديمومة العلاقة تعود إلى مدى إرادتها في المحافظة على الشريك كونها الركيزة النفسية التي يقوم عليها الثنائي. والأمر نفسه بالنسبة الى الرجل القادر على استباق ما عليه القيام به وما عليه تجنبه إرضاء لشريكته ورغباتها والانتباه إلى معاملته لها بحيث تشعر دائماً أنها الشخص الأهم في حياته.