رغم أن بيع المنازل القديمة يعتبر أمراً صعباً في ظل ركود واضح في سوق العقارات والسكن هذه الأيام، إلا أن بعض المشترين يهتمون بحيازة ما يسمى بـ”منازل الكبسولة،” وخصوصاً تلك التي بنيت في منتصف القرن العشرين.
ورأى سمسار العقارات جيفري هوغ، أن منازل زمن الكبسولة تعود إلى موضتها، مهما أصبحت قديمة وطال عليها الزمن، مضيفاً أن “المنازل في منتصف القرن العشرين، تذكرني بقيعان الجرس، فإذا انتظرت طويلا بما فيه الكفاية، فستعود موضتها.”
وقالت محررة موقع “ميسي نيسي شيك” فانيسا غرول، إن منازل كبسولة الزمن باتت “ظاهرة متنامية”، مضيفة: “أعتقد أنه من الجيد وسط التقدم السريع في التكنولوجيا، وجود مجتمع متحمس يهتم بحفظ التاريخ والنظر إلى الوراء بدلاً من النسيان.” وأشارت غرول إلى أن “هذا الأمر يضيف توازن أنيق، ويكمل رفاهيات التكنولوجيا الحديثة وديكور المنازل بلمسة من الحنين إلى الماضي.”
كما بيع أحد منازل كبسولة الزمن في مدينة كينثورست في بنسلفانيا بمبلغ يقدر بـ 134 ألف دولار ما يعتبر بمثابة صفقة رابحة، مقارنة بمعدل متوسط سعر المنازل في المنطقة والذي يقدر بـ 145 ألف دولار. ويعود تاريخ بناء هذا المنزل إلى العام 1965. وتبلغ مساحة المنزل 1600 قدم مربع. ويتضمن المنزل غرفتين نوم وحمامين، بالإضافة إلى “بار،” وصالون لتزيين الشعر، فيما لونت جدرانه، بأوراق مزينة بالأزهاء والورود، وغطيت أرضية المنزل بالخشب.
وأشار هوغ إلى أن منازل منتصف القرن العشرين، قد يصل سعرها إلى ما تزيد قيمته عن 500 ألف دولار، مضيفاً أن “هذه البيوت تعتبر المفضلة لدي، بسبب تميزها بفن العمارة وجودة بنائها.” وقد يواجه هذا النوع من المنازل بعض التحديات، حيث لا يمكن عرضه في السوق بصفة “عصري،” ومن المفضل عدم تجديده حتى لا يفقد طابعه الكلاسيكي. وقال هوغ: “كلما تعاملت مع بائع يملك منزل بني في منتصف القرن، أحثه على عدم الاستماع لنصائح الآخرين بإزالة ورق الجدران، وغيرها من الخصائص التي تجعل منه استثنائياً.” وتتمثل نصيحة هوغ الدائمة متوجهاً إلى البائعبن بعبارة “اتركوه على حاله.”
ويسعى بعض المشترين والبائعين إلى ترميم تلك المنازل، حتى تصبح عصرية. وفي المقابل، يرى البعض الآخر أن البيوت العصرية باردة وتشبه الصناديق، فضلاً عن قبح مظهرها الخارجي. وقالت وكيلة العقارت في أتلانتا، ماري والزر، إن البيوت العصرية أنيقة وتتميز بالدفء.
ورغم جمالية المنازل القديمة، إلا أن بعض الأشخاص قد لا يفضلون العيش في منزل “كبسولة الزمن.” وفي هذا الإطار، قال هوغ إن “الأشخاص المهتمين بشراء هذه المنازل هم في الأربعينيات والخمسينيات من العمر ويريدون أن يرتبطوا بشيء يعيد لهم الماضي، وذكريات الطفولة الجميلة.
وأوضح هوغ أن الكثير من تلك المنازل ما زالت تحتفظ بالقرميد الوردي اللون، وألوان أخرى كانت سائدة في ذلك الوقت. ويجزم هوغ بأن الموقع يعتبر عاملاً أساسياً في زيادة شعبية تلك المنازل، بسبب قربها الجغرافي من المدينة.