تقرير خالد مجاعص
كان موسم الـ2014 مختلفاً كليّاً عمّا اعتادته كرة القدم في السنوات العشرين الأخيرة. وما يصّح على صعيد المنتخبات، يصحّ أيضاً على صعيد الأندية. فموسم الـ2014 شهد كسر حاجز التفوّق على صعيد المنتخبات مع تهاوي منتخبات رنّانة أمام أخرى متواضعة ومغمورة. وهذا ما ظهر طوال مبارايات كأس العالم حتّى الدور النصف النهائيّ. وهذا ما ظهر أيضاً طوال موسم الـ2014 في البطولات الوطنيّة الأوروبيّة، وخصوصاً في بطولة الدوريّ الإسبانيّ الـ”ليغا”، مع تفوّق فريق أتلتيكو مدريد على قطبي اللعبة ريال مدريد وبرشلونة، وخطفه لقب البطولة منهما.
هذا السيناريو، وما ظهر قبله من بناء فرق أوروبيّة أخرى لترسانات قويّة كفريق بايرن ميونيخ الألمانيّ الذي أحرز بطولة أوروبّا في موسم الـ2013، فارضاً نفسه فريقاً منافساً لقطبي الكرة الإسبانيّة، وكذلك الفريق الفرنسيّ “باريس سان جيرمان” الذي تحوّل إلى فريق مرعب على الساحة الأوروبيّة، مستفيداً من الرعاية القطريّة له، ودائماً الفرق البريطانيّة مع مانشستر يونايتد وتشلسي بطل أوروبّا لعام 2012، جعل فريقي الريال وبرشلونة يعيدان حساباتهما لإعادة الأمور إلى نصابها، وإعادة رسم تفوّقهما، خصوصاً بعد انكسار المنتخب الإسبانيّ بطل العالم في انطلاق المونديال. فجاء ردّهما في شكل صاعق .
فبعد أقلّ من أسبوعين على اختتام كأس العالم، كان عملاقا اللعبة قد حسما كلّ شيء لمصلحتهما وبأسلوب غير مسبوق.
رسم ريال مدريد بداية تشكيلته الأساسيّة (أي اللاعبين الـ11 الذين سيكونون في التشكيلة الأساسيّة من دون لاعبي الاحتياط) بميزانيّة مرعبة وصلت إلى 570 مليون دولار أميركيّ، يضاف إليها نحو 250 مليون دولار للاعبي الاحتياط والجهاز الفنيّ. فريال مدريد أنهى رسميّاً صفقة انضمام اللاعب الكولومبيّ جايمس رودريغز، هدّاف كأس العالم إلى صفوفه مقابل 80 مليون يورو، ليكون في خطّ وسط بميزانيّة دولة كاملة في الفريق الملكيّ، إلى جانب البرتغاليّ كريستيانو رونالدو 94 مليون يورو، والبريطانيّ غاريث بيل 94 مليون يورو، ونجم المنتخب الألمانيّ طوني كرووس، قادماً من بايرن ميونيخ بصفقة وصلت إلى 35 مليون يورو، إضافة إلى نجمه مودريتش 30 مليون يورو، ومن أمامهم المهاجم الفرنسيّ كريم بنزيما 35 مليون يورو، وخطّ الدفاع المكوّن من الرباعيّ البرازيليّ مارسيلو، سيرجيو راموس، كارباخال، الفرنسي فاران، وجديدهم الحارس الكوستاريكيّ ساحر كأس العالم كيلور نافاس.
وبذلك، يكون الفريق الملكيّ ضرب عرض الحائط أيّ فكرة لنادٍ في العالم لمنافسته باستثناء خصمه اللدود والتاريخيّ برشلونة، الذي حافظ على الثلاثيّ الساحر ليونيل ميسي، نيمار، وإنييستا، وزيّنهم بالمبدع الكرواتيّ راكيتيتش، أفضل لاعب خطّ وسط في الـ2014، والمهاجم الأوروغوايانيّ لويس سواريز، اللاعب الأبرز في إنكلترا والأغلى في العالم، إلى أن وقعت حادثة تهجّمه بطريقة غريبة، عبر عضّه اللاعب الإيطاليّ جورجيو تشيلّيني، فكانت مناسبة رائعة للفريق الكاتالونيّ لاصطياده. وأضاف برشلونة إلى ترسانته حارس مرمى التشيلي كلاوديو برافو.
ففريق برشلونة الذي تعاقد مع المدرّب “الثورجي” لويس إنريكيه الذي سيعطي الحريّة في التحرّك لنجومه ميسي ونيمار وإنييستا، وهو ما افتقده الفريق في الموسم الماضي، ليعيد صورة الفريق القادم من كوكب أخر. كما اعلن برشلونة رسميا ضمّ المدافع الفرنسي ماتيو من نادي فالانسيا.
في عبارة واحدة، بطولتا إسبانيا وأوروبا ستشهدان منافسة فقط على المركز الثالث، بما أنّ المركزين الأوّل والثاني مضمونان للريال وبرشلونة.
