سلوى بعلبكي
ما أن بدأ القطاع السياحي يستعيد أنفاسه اثر رفع الحظر الخليجي عن لبنان، حتى جاء التفجير الارهابي في فندق “دي روي” (الروشة) ليعيد عقارب الساعة إلى ما قبل الحظر. فالارقام التي سجلها القطاع في حزيران الماضي وتحديدا من الخليجيين تثبت أن ثمة عطشا خليجيا للسياحة في لبنان ترجمت بزيادة اعداد الوافدين الذين بلغت نسبة ارتفاع عددهم %90,07 خلال هذا الشهر.
يبدو أن فرحة القطاع السياحي في هذا الشهر لم تدم طويلا، إذ ما ان حصل التفجير الارهابي في فندق “دي روي”، حتى انقلبت الصورة الايجابية الى سلبية نوعا ما بعد حركة نزوح لافتة سجلها هؤلاء فور وقوع التفجير. ومع اقتراب عيد الفطر حيث كان يأمل المعنيون في القطاع تعويض ما فاتهم من خسائر، لم تسجل حركة الحجوازت تحسنا لافتا اذ لم تتعد الـ 40% في الفنادق و55% في الشقق المفروشة.
ولكن وزير السياحة ميشال فرعون أكد في اتصال مع “النهار” أن ثمة أمل في تغيير البوصلة خلال آب اذا ما استمر الوضع الامني مستتبا، إذ لا نريد أن يكون شهرا ايار وحزيران اللذان شهدا هذا التحسن استثناء بل نموذجا لبقية الاشهر من خلال الانفتاح المتجدد مع دول الخليج والدينامية الجديدة في القطاع السياحي المتزامن مع الخطة الامنية والاتفاق الامني – السياسي بين اللبنانيين”.
وهنا يشدد فرعون على دور وسائل الاعلام في عدم تضخيم الامور وكذلك ثمة دور للمسؤولين في تهدئة الخطاب السياسي”، وذلك رغم أنه لا يعتقد أن للوضع السياسي أثره الكبير على القطاع السياحي كما هي الحال مع الوضع الامني.
وأكد انه “طالما بقي هذا الاتفاق متماسكا لا يستطيع ان يهزه الارهاب المستورد، وتاليا لن يؤثر في الحركة السياحية ولن ينال من عزيمة اللبنانيين وارادتهم في الاستقرار وتحييد لبنان عن الاحداث الاقليمية”. وتمنى فرعون “ان تعود الحركة السياحية خلال عيد الفطر وشهر آب الى نشاطها بعد فترة التوتر المرتبطة بالخلية الارهابية، بعد نجاح الاجهزة الامنية في التصدي لهذا الارهاب”.
ولا يبدو ان انخفاض نسبة الحجوزات احبط عزيمة وزير السياحة، إذ أن البرنامج التسويقي الذي وضعه لتنشيط السياحة في فترة الصيف لا يزال مستمرا… وأكثر فإنه يتم التحضير لاستراتيجيا وطنية للسياحة الريفية على مدى خمس سنوات “تكون حلقة متكاملة تهدف الى تشجيع السياحة الداخلية والخارجية والريفية”.
وقد كان لقرار رفع الحظر عن سفر رعايا الخليجيين الى لبنان وتأليف حكومة “المصلحة الوطنية” برئاسة تمام سلام، أثرهما على عدد الوافدين الى لبنان، بدليل أن شهر حزيران الماضي سجل تطورا لافتا في الحركة السياحية العربية وتحديدا السياحة الخليجية من خلال اعداد الوافدين الذين بلغت نسبة ارتفاع عددهم 90,07% خصوصا من المملكة العربية السعودية والكويت والامارات العربية. إذ ارتفع عدد الوافدين السعوديين من 3982 وافدا في حزيران 2013 الى 7186 وافدا في حزيران الماضي اي بنسبة ارتفاع بلغت 80,05%، فيما ارتفع عدد الكويتيين من 1887 الى 4189 اي بارتفاع بنسبة 122%. اما الوافدون الاماراتيون فقد بلغ عددهم 857 وافدا بعد ان كان عددهم 381، اي بنسبة ارتفاع بلغت 124,9%.
وكان أبرز الوافدين العرب الى لبنان خلال حزيران 2014 من الجنسية العراقية، بلغ عددهم 16,551 مسجلين ارتفاعا بنسبة 25,8% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2013. ويليهم الوافدين الاردنيين وبلغ عددهم 7,623، مسجلين ارتفاعا بنسبة 1,2% مقارنة بالفترة نفسها من 2013.
وشكل الوافدون الاوروبيون 29,8% من اجمالي الوافدين الى لبنان، وكان من ابرز الوافدين الاوروبيين خلال حزيران 2014 الفرنسيون الذين بلغ عددهم 10,167 مسجلين ارتفاعا بنسبة 61% مقارنة بالفترة عينها من 2013 فيما شكل الفرنسيون 24% من اجمالي الوافدين الاوروبيين خلال حزيران 2014 و7,% من اجمالي الوافدين العام.
ماذا عن نسبة الحجوزات في فترة العيد؟ لم يشأ نقيب أصحاب الفنادق بيار الاشقر أن يجزم بأن نسبة الحجوزات 40%، علها تتغير نهاية الاسبوع خصوصا وان الخليجيين يحجزون قبل يوم أو يومين من العيد. لكنه يعود ويلفت الى ان الاوضاع السياسية في لبنان وعدم وجود رئيس للجمهورية وحكومة لا تجتمع ستحبط آمال القطاع في رفع نسبة الحجوزات. ويضع اللوم على وسائل الاعلام اللبنانية في تضخيم الاحداث، فكل الدول تحوي خلايا ارهابية ولا تضخم الامور كما يحدث في لبنان، وما الخبر الذي اشيع عن امكان تفجير برج ايفل في فرنسا الا مجرد دليل على ذلك. فوسائل الاعلام الفرنسية لم تتعاطَ مع الخبر كما نتعاطى نحن مع اخبار كهذه، بما يجعل السياح يترددون في القدوم الى لبنان.
وجزم بأن الامور كانت لتكون أفضل حالا لو ان الوضع السياسي مستقر، لافتا الى أن القطاع كان يعول على عيد الفطر خصوصا وانه سينسحب ايجابا على شهر آب، مذكرا بأنه في هذه الفترة يكون الطلب على الفنادق في بيروت 130%، فيما لا تتعدى الحجوزات في عيد الفطر هذه السنة الـ 40% وهي حجوزات غير مؤكدة.
ولا يبدو أن قطاع الشقق المفروشة أفضل حالا وإن كانت نسبة الحجوزات أفضل حالا إذ تراوح بين الـ 50 و55%. ولكن نقيب أصحاب الشقق المفروشة زياد اللبان يعتبر أن هذه النسبة مقبولة مقارنة مع ما يحصل في المنطقة. وبما ان القطاع يعتمد على العائلات، يأمل اللبان أن يستمر الوضع الامني ممسوكا لتشجيعهم على القدوم، لافتا الى ان الحجوزات تقتصر على السوريين بالدرجة الاولى ثم العراقيين فاللبنانيين المقيمين في الخارج.
والى تأثيره على عدد الوافدين الى لبنان، فإن للوضع الامني أثره على الاستثمارت السياحية. إذ يشير اللبان الى تراجع حجم الاستثمارات في قطاع الشقق المفروشة هذه السنة كثيرا “إذا لم نقل انها كانت معدومة”، علما أن العام الماضي شهد حركة استثمارات لافتة في كل المناطق”.