توجه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الى الحكام العرب سائلًا: “ألم يدرك حكام العرب من المنتمين إلى العهد القديم أو العهد الجديد بأن فلسطين وحدها تعطيهم شرعية الوجود وليس العكس؟، ألا يعلمون أن الأشلاء المتناثرة ستؤدي إلى الاجنحة المتكسرة مهما قويت تلك الاجنحة وإشتد عودها؟ لكل الذين يعولون على تحول غزة إلى أشلاء فقط، فالمؤكد أن أشلاء الشهداء سترتد عليهم جميعا وستحول العالم العربي برمته أشلاء مقطعة، وعندئذ ستكون التطورات مفتوحة على كل الاحتمالات وخارجة عن كل قيود السيطرة”.
جنبلاط، وفي بيان، نوّه بالموقف الذي أعلنه النائب البريطاني جيرالد كوفمان الذي أدان فيه تخاذل الغرب ونجح في إطلاق التشبيه الصحيح بين الارهاب الصهيوني بالارهاب النازي. وقال: “هذا الموقف المتقدم لكوفمان، وهو ليس الأول من نوعه في مسيرته السياسية، يتجاوز بجوهره وعمقه الكثير من المواقف المتخاذلة عربيا ودوليا”، منتقدًا إيران التي طغت حساباتها النووية على القضية الفلسطينية.
وتوجه الى روسيا وقال: “يبدو أن السيد بوتين قرر محو كل تاريخ أسلافه وتراث الاتحاد السوفياتي في دعم القضية الفلسطينية، وهو يركز كل إهتماماته في كسب قضية خاسرة في أوكرانيا أو إستعادة أمجاد الامبراطوريات الواهية”، منتقدا شعارات حقوق الانسان التي ترفعها الادارة الأميركية غب الطلب وفق سياساتها ومصالحها وتغض النظر عنها أيضا وفق سياساتها ومصالحها، ومعتبرا ان الدعم الأميركي المطلق والاعمى لاسرائيل إنما يعبر عن غياب منظومة القيم لدى الاميركيين والتي كانت بدأت منذ قيام الدولة الاميركية على أرض الغير.
وتابع: “أين هو موقف الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي يتغاضى عن المحرقة الجديدة ضد الفلسطينيين متناسيا التراث القديم لهذا الحزب في العديد من المحطات ولعل أبرزها تلك الوقفة التضامنية للاشتراكية الدولية أثناء حصار بيروت سنة 1982”.
وختم: “ألم يحن الوقت للخروج من تلك العقدة التاريخية التي مثلتها المحرقة النازية ضد اليهود، وهي مدانة في كل الأحوال؟ ألا تكفي كل الاعتذارات والسياسات والمواقف والتعويضات المالية التي أقرتها إتفاقية لوكسمبورغ التي أقرت سنة 1952 والتي دفعت ألمانيا بموجبها مليارات الدولارات لاقفال هذا الملف بعد أن عادت به إلى العام 1933″، لافتا الى أن الموقف الألماني يزداد خضوعا وجبنا وتراجعا.