Site icon IMLebanon

بلدية طرابلس تطرح خطة إستراتيجية لإعادة احياء مناطق التبانة وجبل محسن والقبة

Liwa2

روعة الرفاعي

تحت عنوان «نحو أمن اجتماعي واقتصادي في باب التبانة، جبل محسن والقبة» أطلقت بلدية طرابلس بالتعاون مع مكتب المبادرات الانتقالية المموّل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية «خطة استراتيجية للتنمية في هذه المناطق» وذلك خلال لقاء نظمته في فندق الكواليتي – ان شارك فيه فعاليات سياسية وهيئات مجتمع مدني واقتصاديين بهدف الاطلاع على المشاريع المنوي تنفيذها في تلك المناطق وتشمل كافة نواحي الحياة الصحية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية.
الذين شاركوا في هذا اللقاء أكدوا على أن المشاريع المطروحة جيدة ومهمة للمناطق المحرومة والمهمشة بيد انها لا تكتمل ما لم تقترن بخطة كاملة ومتكاملة لكل مدينة طرابلس، ذلك أنه لا يمكن فصل تلك المناطق عن واقع الحياة في المدينة، بيد ان هذه النظرة التشاؤمية يقابلها أيضاً التأكيد على أن الجميع مستعد اليوم وأكثر من أي وقت مضى على تقديم المساعدة ومد يد العون للبلدية ولكل المنظمات الهادفة الى إعادة احياء المناطق الفقيرة ولا سيما ان الأجواء الأمنية مؤاتية لذلك، هذا الإصرار أعطى اللقاء وبالتالي المشاريع المطروحة شيئاً من الحياة والقدرة على التنفيذ من خلال الاصرار على المتابعة. وهذا بالفعل ما لمسه «لواء الفيحاء والشمال» من خلال استطلاعه لبعض الآراء المشاركة في هذا اللقاء.
الغزال
رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال شدد على أهمية هذا اللقاء والذي هو عبارة عن إطلاق لعجلة العمل في مشروع طال انتظاره من قبل أهالي المناطق المحرومة منذ السبعينيات من الدولة المركزية بغض النظر عن أي فريق دخلها أو خرج منها، فبقيت هذه المنطقة مهمشة وغائبة عن أي مشروع تنموي أو نهج وطني تنموي، لذلك أقول نحن كبلدية كان لنا شرف اطلاق هذه الاستراتيجية التنموية التنفيذية بالتعاون مع مكتب المبادرات الانتقالية المموّل من USAID، وقد تمت هذه الخطة بعدما اتخذ القرار في المجلس البلدي بتشكيل لجنة من الزملاء الأعضاء في المجلس هم من أبناء تلك المناطق، علماً بأننا جميعنا معنيون بهذه المناطق كما سائر مدينة طرابلس، وقد قامت هذه اللجنة بجمع الدراسات الى أن وصلنا لاستراتيجية نأمل تنفيذها على أرض الواقع، وهي تتوزع على خمسة محاور منها التنموي والاجتماعي والاقتصادي والأمني الأهلي، كما واتخذ القرار بتأسيس مكتب على نفقة البلدية لمتابعة هذا العمل التنموي المتخصص في مناطق الاقتتال سابقاً والذي لن نعود إليه باذن الله. نحن نؤكد على ان هذا العمل بعيد كل البعد عن أي انتماءات سياسية وسيبقى انتماؤه وطني مديني – مدني يجمع الكل تحت راية الوطن وسقف الخدمة والتنمية والعيش الوطني الواحد.
المحامي صبح
عضو مجلس بلدية طرابلس المحامي خالد صبح قال: مناطق التبانة وجبل محسن والقبة انتظرت طويلاً الخدمات التي من شأنها النهوض بها، لكن لأسباب نجهلها جميعاً بقي الحرمان مخيّماً والاهمال سيد الموقف، اليوم نحن نتأمل كل الخير من وراء هذه الاستراتيجية التي تهدف لتنفيذ مشاريع تنموية واقتصادية واجتماعية من شأنها رفع الغبار عن الأحياء الشعبية والتي دفعت الأثمان الباهظة في كل المراحل ولا يجوز السكوت أكثر عن اهمالها بسبب تقاذف المسؤوليات بين جميع المعنيين الذين نفضوا أيديهم منها.

آراء الفعاليات
{ مستشار مكتب التنمية المحلية في بلدية طرابلس ربيع عمر شرح أبعاد الخطة قائلاً: الواقع بأن المشروع بدأ بمبادرة فردية من بعض أعضاء المجلس البلدي، حيث أجروا اتصالات بمكتب المبادرات الانتقالية بغية العمل على خطة استراتيجية في مناطق التبانة، جبل محسن والقبة، وقد عقدت جلسات مكثفة في هذا الخصوص من أجل الخروج بخطة لهذه المناطق وكانت أبرز النقاط تتلقى بطريقة التنفيذ لهذه المشاريع، فارتأى أعضاء البلدية ورئيسها بتنشيط المكتب التنموي في البلدية حيث عملنا على إعادة افتتاح المكتب من أجل العمل على تنفيذ المشاريع وبعد المؤتمر كانت سلسلة اتصالات من الشركاء والمموّلين وبدأنا سلسلة اجتماعات لمعرفة كيفية تنفيذ الخطط.
ورداً على سؤال قال عمر: الحقيقة بأننا قسمنا المشاريع حسب أولوياتها والمدة الزمنية المطلوبة، كل شيء نعمل عليه بصراحة، لكن هناك ضرورة لتنفيذ مشاريع آنية كإعادة تأهيل للمدارس الواقعة على خطوط التماس، الأمر الذي من شأنه أن يعيد الثقة بأي مشروع انمائي مرافق للخطة الأمنية السائدة في المدينة. بالنسبة لهذا العمل سيبدأ فعلياً بعد عيد الفطر السعيد، إضافة الى رش المبيدات في تلك المناطق هذه أعمال آنية سريعة يمكن تنفيذها بشكل صحيح وبامكانها اعطاء نتائج فعلية على الأرض.
{ أديب نعمة قال: أعتقد بأن للمشروع الحالي خصائص مميّزة لم أجدها في مشاريع سابقة، أولاً هو ليس مشروعاً جزئياً وإنما مجموعة تدخلات تطال أبعاد مختلفة وقد تم تنفيذه من الناحية العلمية وأسلوب العمل بطريقة منهجية صحيحة هذا فضلاً عن التعاون القائم مع بلدية طرابلس والتي تعد طرقاً أساسياً معنياً بالموضوع، كما ولمسنا مستوى من التنسيق في الخطة الموضوعة مقبول الى حد ما.
وتابع: برأيي أن هذا المشروع يبقى عرضة لنوعين من المخاطر، الخطر الأول يتلخص أنه أثناء التنفيذ قد لا يعود هناك متابعة فعلية للخطة، أما الخطر الثاني فيتعلق بكون هذا المشروع ان لم يرتبط بخطة متكاملة على مستوى مدينة طرابلس ككل وموقعها في الشمال فأيضاً لن يكتب لهذه الخطة النجاح، إذ لا يمكن احياء التبانة وجبل محسن والقبة بمنأى عن المدينة، هناك ترابط عضوي ما بين تنمية تلك المناطق وتنمية مدينة طرابلس، أعتقد بأن هذا ليس بالأمر المستحيل كون الخطة الأمنية فتحت نافذة أمامنا لتحقيق مشاريع لم يكن بالامكان تحقيقها في السابق، كون طرابلس تفتقد الى القيادة المحلية التي تملك القوة والشجاعة لفرض مواقفها داخل المدينة وعند الحكومة المركزية، وهذه القيادة لا تزال مفقودة حتى الساعة وبالتالي فان الحل لا يكون الا عبر قيادة محلية مجمع عليها بنسبة كبيرة تعمل خارج نطاق الاستقطابات السياسية. أما إذا ما بقي التنافس بين الزعامات السياسية قائماً وينسحب على الأعمال التنموية والمشاريع فان هذا سيبقى افشالاً لأي خطة انمائية.
وأكد نعمة على أن الجميع يجب أن يؤمنوا بأن خط التماس سوف لن يبقى بين التبانة وجبل محسن وإنما سيمتد الى مناطق أخرى كالتبانة والزاهرية وحتى المعرض علينا جميعاً الانتباه الى قضية الأغنياء والفقراء في هذه المدينة لأن من يملك السلطة والمال لا يفكر بطريقة صحيحة للنهوض بهذه المدينة.
{ الدكتور بشارة عيد رئيس جمعية التنمية والصحة في منطقة التبانة قال: إذا كان هذا المشروع شبيه بمثيلاته من المشاريع فلا قيمة له، أي عمل يتطلب جدّية كاملة وايمان بضرورة تنفيذه لا سيما على صعيد منطقتي باب التبانة وجبل محسن واللذين يعانيان مشاكل جمّة على الصعيد الصحي بالدرجة الأولى، كذلك الأمر على الصعيد الاقتصادي وهناك الكثير من المشاريع التي تم التحدث عنها سابقاً ولم يتم الاستفادة منها كمشروع مع الأمم المتحدة وبلدية طرابلس ويهدف الى نشر التثقيف الصحي في المنطقتين ولم يستكمل المشروع من قبل البلدية والتي لم تستفد من هذا المشروع.
{ مستشار الشؤون الاقتصادية في مدينة طرابلس الأستاذ مقبل ملك رأى بأن هذه الخطة تأتي في الوقت المناسب بعد الهدوء الأمني والذي تشهده مدينة طرابلس، المدينة تحتاج الى الرافعة الانمائية والبلدية هي السلطة المحلية القادرة على لعب هذا الدور والاستفادة من خبرات أهل البلد وبالمنظمات غير الحكومية وغير الرسمية بغية تقديم المساعدة في تنفيذ مشاريع انمائية، انطلاقاً من ذلك نشكر المجلس البلدي على هذه الجهود الجبارة، وأعتقد أنها البدايات لخطط انمائية في المناطق المحرومة والمهمشة، ذلك أن التدريب المهني والدعم المدرسي ينشطان في ظل تكافؤ فرص العمل وتحسين الوضع الاقتصادي.
{ الدكتورة فاديا علم الجميل مديرة الجامعة اليسوعية فرع الشمال قالت: كل حركة في سبيل تنشيط مدينة طرابلس نحن معها وندعمها الى أبعد الحدود كونها دليل خير وعافية وأمن. كل ما نتمناه أن تنفذ فعلاً على الأرض وأن لا تذهب كسابقاتها أدراج الرياح.
{ رئيسة سيدات الأعمال في لبنان ليلى سلهب كرامي قالت: أحيي كل الجهود بيد انني أبدي ملاحظة لا بد منها، أن المشاريع الكثيرة لا تؤتي نتائجها، وقد سبق وقلت بأن أي عمل ناجح لا بد من تقسيمه من خلال اعطاء كل مشروع دراسة خاصة ومدة زمنية محددة لتنفيذه، الحقيقة بأنني أؤمن بالعمل المنظم كون رؤساء البلديات والمجالس البلدية تتغيّر وتتبدّل فلا يتم اكمال المشاريع وهذا بالفعل لا يعطي الاستمرارية لأي مشروع والتي تعد الأهم في أي عمل. ورداً على سؤال قالت: دائماً ما يكون لي مداخلات في سبيل منح الأولوية للمشاريع وهنا أركز على معرض رشيد كرامي الدولي وأهميته بالنسبة لمدينة طرابلس وأنا بدوري أتابعه وسأنفذه باذن الله، هو مشروع متوقف بفعل قرار سياسي بالرغم من أهميته في توفير أكثر من 600 وظيفة عمل لأبناء المدينة فلماذا كل هذا الاستهتار بحق هذه المدينة؟ أتوجه الى كل المعنيين بغية الضغط على المعنيين من أجل تحريك عجلة المعرض.
{ مدير بنك الاعتماد الوطني أسامة ذوق قال: لا شك بأن المشاريع كانت على قدر كبير من الطموح، نأمل أن يكون التنفيذ على قدر المشروع وان كنا نشك في ذلك في الوقت الراهن، البلدية قامت سابقاً بعدة تحركات في هذا المجال مع المجتمع المدني وتبقى العبرة في التنفيذ كون المشروع كامل متكامل ويشمل كل نواحي الحياة. كمدراء مصارف عدنا الى مرجعياتنا في بيروت تمنينا عليها المشاركة في هذا المشروع من أجل انجاحه.
{ بدوره رئيس جمعية «يوتيوبيا» شادي نشابة قال: نحن بأمسّ الحاجة الى مثل هذه الخطة في مدينة طرابلس، كوننا نحتاج الى الانماء وهي خطة انطلاق تتطلب منا وضع اليد مع بلدية طرابلس من أجل تحقيق جزء مما نتمناه، والرائع في هذه الخطة أنها موضوعة على المدى القصير بمعنى أنها لا تشمل أمور تنظيرية، بل ما تتضمنه قابل للتحقيق ونحن على أتم الاستعداد للمساهمة في كل ما يطلب منا لما فيه مصلحة المدينة لا سيما في عهد الخطة الأمنية السائدة. كمجتمع مدني سنشارك ونكمل كل ما يمكن أن يتعثر به المعنيون بهذه الخطة سنسعى لدى كل الجهات المانحة بغية اكمال المشاريع.
{ الناشط توفيق علوش يقول: أي مشروع من شأنه صرف مبالغ في مناطق الحرمان يعتبر أمر في غاية الأهمية، طبعاً استمعت الى كل المبادئ المطروحة وأعتقد بأنها سبق وطرحت في جلسات مشابهة حتى ان البعض سعى الى تطبيقها، ما نخشاه أن نعود الى نفس المشكلة والتي تتلخص بعدم استكمالها وإيجاد الحلول الجذرية، هي إعادة استنساخ لمشاريع سابقة بتمويل ليس كافياً وغير قادر على احداث أي تغيير. علينا الانتظار لمعرفة النتائج.
{ مختار منطقة باب التبانة علي الثورة قال: أي عمل انمائي في المناطق المحرومة من شأنه مساعدتها، كلنا أمل بهذه الخطة شرط أن تنفذ بطريقة صحيحة وتستكمل حتى خواتيمها لا سيما واننا اعتدنا على اطلاق الوعود دون التنفيذ، الواقع بأنهم يؤكدون على جدّية العمل ونحن على أتم الاستعداد لتقديم المساعدة في حال طلبت منا.