قضت محكمة أمريكية بأن تلتقي دولة الأرجنتين بدائنيها “بصفة مستمرة”، لتتفادى بذلك أزمة وشيكة في سداد التزامات مالية عليها. وأوصى قاضي الصلح توماس غرييسا كلا من الحكومة الأرجنتينية من جهة ومستثمرين من جهة أخرى بأن يلتقوا صباح الأربعاء المقبل للتفاوض من أجل التوصل إلى حل للأزمة. وتخوض الأرجنتين نزاعا قضائيا مع مستثمرين من حملة السندات إبان فترة التخلف عن السداد الذي تعرضت لها البلاد في 2001-2002.
ومن المحتمل أن تواجه الدولة أزمة جديدة للتخلف عن السداد، وذلك إذا لم تتوصل إلى حل لهذه المشكلة قبل الثلاثين من تموز الجاري.
وترفض الأرجنتين تسديد أموال إلى المستثمرين واصفة إياهم بأنهم “انتهازيون”.
كما تخشى الدولة أيضا من أن تتسبب التسوية في تحريك مطالب مستثمرين آخرين، ممن يشعرون بأنهم حصلوا على أقل مما كانوا يتوقعونه.
“الاحتمال الأسوأ”وصرح القاضي غرييسا أنه ليس بالضرورة أن تشهد القضية تأجيلا آخر، وأنه يمكن التوصل إلى تسوية.
وقال غرييسا “إذا لم نقم بذلك، فستكون هناك أزمة جديدة للتخلف في سداد الديون، وهو ما يعتبر الاحتمال الأسوأ في تقديري”، مضيفا “لا أريد لذلك أن يحدث.”
وتابع قائلا إن الضرر الأكبر سيقع على الناس العاديين، وليس على أولئك المستثمرين.
أما المحكمة الأمريكية فهي في موقف قوي، لأنه يمكن لها أن تمنع البنوك الأمريكية من أن تدفع للغالبية العظمى من حملة السندات الذين قبلوا إعادة الهيكلة الأصلية.
وأوصى القاضي غرييسا الطرفين أن يلتقيا بمحامٍ جرى تعيينه للإشراف على المحادثات التي سيشهدها يوم الأربعاء، وأن “تستمر اللقاءات بينهما إلى أن يتم التوصل إلى تسوية”.
فيما يرى جوناثان بلاكمان، المحامي الذي يمثل الحكومة الأرجنتينية، أنه –وببساطة- “لا يمكن التوصل إلى تسوية بنهاية هذا الشهر”، حتى وإن استمرت المحادثات بصورة مكثفة.