رأت مصادر وزارية مطلعة لصحيفة “الراي” الكويتية انه من غير الوارد توقع اي طابع اخر غير الطابع الظرفي لتسويات جزئية كتلك التي اعتُمدت في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء لئلا يكون البديل تعطيل عمل مجلس الوزراء وإلحاقه بمجلس النواب المعطل وبرئاسة الجمهورية الشاغرة.
ولفتت المصادر إلى أن جميع الاطراف بدأوا يظهرون واقعية واضحة في التعامل مع واقع ان الحكومة صارت الجامع الدستوري الاخير في البلاد وتجنُّب تعطيلها ولو استلزم الامر تسويات ظرفية وقصيرة المدى لتسيير أمور الناس في الحدود البديهية والاولويات الملحة. ذلك ان دفع الرواتب مثلا لأشهر ثلاثة سيفرض التوقف عن صرف نفقات الوزارات في أوجه اخرى عدة، كما ان ثمة تسوية ظرفية مماثلة تجري الاستعدادات لها لملف سلسلة الرتب والرواتب من دون اغفال المفاعيل “التبريدية” المرتقبة لجلسة “كسر الجليد” بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وفريق 8 آذار من جهة وبين قوى 14 آذار من جهة أخرى التي تُعقد غداً السبت من أجل توحيد التضامن النيابي مع شعب غزة ومسيحيي الموصل.
واكدت المصادر ان هذا الواقع سيبقى على هذا المنحى الى ان يُبت مصير الاستحقاق الرئيسي الآخر وهو مصير الانتخابات النيابية التي يفترض ان توجه وزارة الداخلية الدعوة الى الهيئات الناخبة في العشرين من آب المقبل، علما ان ثمة مهلة ثلاثة أشهر لإجراء الانتخابات قبل 20 تشرين الثاني. وإذ يغلب الانطباع بان التمديد لمجلس النواب الحالي يبدو خياراً حتمياً، فان المصادر تخشى من احتمال عدم التوصل الى تفاهمات واسعة على التمديد ولا على اي قانون انتخاب جديد بما يفتح الباب جدياً على فراغ مجلسي ايضاً.
وكشفت عن بداية تحركات سياسية نيابية ستتظهّر مع الأسبوعين الأولين من آب المقبل بقصد السعي الى تمديد توافُقي لمجلس النواب وتجنُّب خطر تمدُّد الفراغ الى مجلس النواب، معربة عن اعتقادها بأن عودة الحوار بين حركة “أمل” وكتلة “المستقبل” بدفع من رئيس النائب وليد جنبلاط قد تتطور لاحقاً نحو بلورة غالبية نيابية واسعة للتمديد لمجلس النواب ولو خالف هذا الاتجاه تكتل “التغيير والاصلاح” الذي يرفض حتى الساعة التسليم بانتفاء حظوظه في تكوين تفاهم على اعتماده مرشحاً توافقياً رغم الاشارة القوية في هذا الاتجاه التي وجهها الرئيس سعد الحريري في خطابه الأخير الذي تجاوز عملياً اي امكان للتوافق على عون الذي لم يستطع الحصول على موافقة مسيحية عليه (من مسحيي قوى 14 آذار)، لينقل الرئيس سعد الحريري النقاش في الملف الرئاسي من البيت المسيحي الى المستوى الوطني على ان تتكثف الاتصالات على هذا الصعيد بعد عيد الفطر.
وفي حين تعتبر دوائر سياسية في بيروت ان رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” يحاول الاستفادة من الحدَث العراقي وتحديداً تهجير المسيحيين من الموصل لاعتبار ان انتخابه هو تعويض في الساحة اللبنانية للمسيحيين ورسالة بأن واقعهم في لبنان مختلف ساعياً تالياً الى حشْر “المستقبل” في زاوية السير به او اعتبار انه يكمل ما بدأ يُمارس بحق المسيحيين في العراق، كان لافتاً موقف للرئيس سعد الحريري من هذا الملف اذ اعرب عبر “تويتر” عن تضامنه الكامل مع أشقائنا المسيحيين في الموصل.