أكد الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله أنّ “هدف إسرائيل إلغاء القضية الفلسطينية وتصفيتها”، معتبراً أنّ “إسرائيل تعمل على إختراع قضايا لكل بلد لإلهائه، من أجل تغييب القضية الفلسطينيةوإعتبار الشعب الفلسطيني غير موجود”.
نصرالله، وفي كلمة ألقاها من مجمع سيّد الشهداء في الضاحية الجنوبية لمناسبة “يوم القدس العالمي”، قال: “عزل الشعب الفلسطيني هو أخطر ما تقوم به إسرائيل، من خلال زجهم في نزاعات وعداوات مع شعوب المحيط”، مضيفاً: “على الرغم من كل المؤامرات بقيت القضية الفلسطينية تفرض نفسها على المنطقة وعلى العالم، وما يجري في غزة هو شاهد على هذا الإستنتاج”.
وتابع: “القضية الفلسطينية فرضت نفسها بصمود سوريا وعدم خضوعها للتسوية وتبنيها للمقاومة، وبإنتصار الثورة الإيرانية التي تبنت هذه القضية”، مشدّداً على أنّ “سوريا كانت وستبقى الجدار المتين في مواجهة المشروع الصهيوني”.
وأوضح نصرالله أنّ “إختيار الإنتحاريين من الجنسية الفلسطينية لتنفيذ التفجيرات في لبنان، كان متعمداً لخلق فتنة”، لافتاً إلى أنّ “المنطقة تمر اليوم بأخطر مرحلة، بسبب التدمير المنهجي للدول والجيوش والمجتمعات”.
ورأى أنّ “تدمير الكنائس والمساجد في العراق هو تمهيد لتدمير المسجد الأقصى”، مشيراً إلى أنّ “الحرب الإرهابية على قطاع غزة هدفها الإخضاع والإذلال والدفع إلى الإستسلام”.
وأوضح نصرالله أنّ “الولايات المتحدة تغطي الحرب على غزة وتدعمها منذ بدايتها”، مستنكراً “ما يتعرض له المسيحيون والمسلمون في العراق”.
وأكد أنّ “ما يجري من عدوان على غزة عاشه لبنان عام 2006، والهدف إخضاع المقاومة”، مشدّداً على أنّ “إسرائيل إستغلت موضوع قتل المستوطنين الثلاثة، لتتخذ منها ذريعة لتشنّ حرباً على غزة”.
ولفت نصرالله إلى أنّ “ثلاثية الميدان والصمود الشعبي والصمود السياسي ستحسم الموقف في غزة”، معتبراً أنّ “المستهدف في غزة هو المقاومة بكل أطيافها، وليس “حركة حماس” فقط”.
وأشار إلى أنّ “غزة إنتصرت اليوم بمنطق المقاومة بعد عجز الصهاينة ومعهم كل العالم عن تحقيق أيّ من أهدافهم”، موضحاً أنّه “منذ العام 2006 وحتى اليوم، إسرائيل تعمل على بناء جيش قوي”.
ورأى نصرالله أنّ “غزة قادرة على صناعة الإنتصار”، مشيراً إلى أنّ “هناك فشلاً وإرباكاً إسرائيلياً بحسم المعركة في غزة”.
وأوضح أنّ “الجيش الإسرائيلي ذهب إلى غزة ليس كجيش مقاتل، بل كجيش قاتل للأطفال”، لافتاً إلى أنّ “المقاومة الفلسطينية كان هدفها منذ البداية رفع الحصار، الثبات، الإبداع في الميدان ومواصلة قصف الصواريخ وإيصالها إلى أماكن غير مسبوقة”.
وقال نصرالله: “أنا واثق من أنّ بعض الحكام العرب يتصلون برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، ويطلبون منه الإستمرار بحربه على غزة”، مضيفاً: “ندعو لوضع كل الخلافات حول القضايا والساحات الأخرى جانباً لمقاربة مسألة غزة كمسألة شعب ومقاومة وقضية عادلة”.
وتابع: “من لا يريد أن يتعاطف مع فلسطين فليسكتْ ولا يحمّل أمته العار. إنّنا ندعو الحكومات العربية والإسلامية لتبني هدف رفع الحصار عن غزة، وحماية المقاومة من الضغوط”، موضحاً أنّ “إيران وسوريا ومعهما المقاومة في لبنان وعلى مدى سنوات طويلة، لم يقصروا في دعم المقاومة الفلسطينية”.
وشدّد نصرالله على أنّ “حزب الله” سيقف دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني والمقاومة بكل فصائلها”، وختم: “إنّ إنتصار المقاومة الفلسطينية هو إنتصار لنا جميعاً، وسنقوم بكل ما نرى أنّه من الواجب أن نقوم به”.