أدت الأزمة الحالية إلى شعور بعض المسافرين إلى الشرق الأوسط بعدم الأمان، فيما فضل البعض من هؤلاء، إعادة جدول رحلاتهم، في مقابل التزام البقية بموعد السفر بحسب الجدول المحدد مسبقاً.
ورغم أن الفتاة الفلسطينية الأمريكية تهاني حمدان، والتي تقيم حاليا في مدينة هيوستن الأمريكية حجزت رحلة سفرها إلى المنطقة في نهاية عطلة الأسبوع، إلا أن شعورها بالحماسة لقضاء شهر رمضان مع عائلتها يرافقه الكثير من المخاوف في ظل النزاع الحالي والتصعيد الأمني بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وقالت حمدان: “أشعر أني أعرض حياتي للخطر، إذا ذهبت،” مضيفة أنها تتمنى إذا كانت تتمكن من إلغاء رحلتها، إلا أنها تجهل متى سترى عائلتها مرة أخرى، فضلا عن معاناتها من مرض التصلب والتهاب المفاصل الحاد، ما قد يجعلها غير قادرة جسدياً على السفر في فترة لاحقة.
والأمر ذاته ينطبق على جينيفير تابيرو، وهي تقيم في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، إذ كان حلم حياتها أن تزور إسرائيل، ولكن نصحها أفراد عائلتها في تل أبيب والقدس بعدم زيارتهم خوفاً على سلامتها، في ظل النزاع والتوتر في المنطقة. وقالت تابييرو: “ألغيت رحلتي قبل موعد إقلاع الطائرة بلحظات قليلة.”
وتجدر الإشارة، إلى أن بعض شركات الطيران استجابت لظروف النزاع في المنطقة، وقامت بالتنازل عن رسوم إعادة جدولة موعد رحلات معينة إلى تل أبيب، ومن بينها طيران “دلتا”، والخطوط الجوية الأمريكية، وطيران “يونايتد.”
وبحسب تقرير المكتب المركزي للإحصاءات في إسرائيل، فقد زار أكثر من 3 مليون ونصف شخص إسرائيل في العام 2013. وأفاد المكتب أنه تم تسجيل دخول 1.4 مليون زائر في النصف الأول من العام الحالي وقبيل فترة اندلاع الأحداث. ومن المتوقع، أن ينخفض هذا الرقم بسبب تأثيرات الصراع.
وأوضح المدير الإداري لجميعة السياحة ووكلاء السفر يوسي فاتيل، أن بين 15 و 25 في المائة من المصطافين، اضطروا لقطع إجازاتهم بسبب النزاعات اعتباراً من يوم الثلاثاء، فضلا عن إلغاء 25 في المائة من المسافرين لرحلاتهم المقبلة.
وتنبأ فاتيل أن قطاع السياحة سيستغرق عدة شهور حتى يتعافى، إذ أنه من المتوقع أيضا حدوث انخفاض بنسبة 30 في المائة من الحجوزات في فصل الصيف.
وتجدر الإشارة، إلى أن بعض الدول قامت بتحذير مواطنيها من السفر إلى المنطقة. وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية مواطنيها من السفر إلى غزة وتوخي الحذر لدى زيارة الضفة الغربية وأجزاء أخرى محددة في إسرائيل. كذلك، حذرت بريطانيا مواطنيها من السفر إلى المنطقة وتجنب السفر غير الضروري إلى مناطق تبعد مسافتها 25 ميل عن حدود غزة باستثناء تل أبيب والقدس. وقامت الحكومتان الكندية والاسترالية بإصدار تنبيهات تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى غزة.
ولا تثن حالة العنف بعض الأشخاص من السفر إلى المنطقة، إذ كان للسياحة الدينية النصيب الاكبر من الجولات المقررة والمحجوزة مسبقاً، مع تباين بين وكلاء الجولات الدينية بإلغاء برامجها أو الإبقاء عليها.
ورأى رئيس شركة “إسرائيل كونيكشن تور” للجولات السياحية والدينية لاري ريتر، أن الوضع الراهن له تأثير متباين، إذ أن بعض الزائرين ما زالو يريدون إنهاء جولتهم السياحية كما هو مقرر وفقاً برنامج الرحلة، فيما حجز البعض الآخر مسبقاً، ولكن حالياً لا يشعر بالأمان.
أما مدير شركة “أهلان اوليمبوس،” كفير شوارز فأشار إلى أن القليل من الزائرين المسلمين حجزوا رحلات إلى المنطقة بسبب الانشغال بشهر رمضان.