احتل لبنان المرتبة 65 من اصل 187 دولة ومنطقة في مؤشر التنمية البشرية للعام 2014 الذي يقيس مستوى الدخل، والعيش اللائق، والمستوى التعليمي، والصحي.
بحسب تقرير التنمية البشرية لعام 2014 التابع لبرنامج الامم المتحدة الانمائي والذي حمل عنوان «دعم التقدم البشري: الحد من اوجه الضعف وبناء مقومات المناعة»، في حضور رئيس الوزراء الياباني سينوز آبي ومديرة برنامج الامم المتحدة الانمائي هيلين كلارك.
وشدد التقرير على «مخاطر دائمة تهدد التنمية البشرية وما لم تواجه هذه المخاطر بسياسات منهجية ومعايير اجتماعية فاعلة لن يكون التقدم منصفا ولا مستداما».
وتناول موضوع التعرض للمخاطر من منظور متجدد ويقدم اقتراحات لبناء مقومات المناعة. حسب مقاييس فقر الدخل، يعيش 1.2 مليار شخص على 1.25 دولار في اليوم أو أقل غير ان آخر تقديرات برنامج الامم المتحدة الانمائي (UNDP) لدليل الفقر المتعدد الابعاد تشير الى ان حوالي 1.5 مليار شخص في 91 بلدا ناميا يعيشون في حالة فقر، اذ يعانون من اوجه حرمان متداخلة في الصحة والتعليم ومستوى المعيشة».
واشارت كلارك الى انه «بدرء المخاطر يصبح للجميع حصة من التقدم في التنمية وتصبح التنمية البشرية اكثر إنصافا واستدامة».
اما بالنسبة الى ما يعوق التقدم، فلفت الى انه «في ظل ما يشهده العالم من ازمات متسارعة عابرة للحدود، بات من الضروري الوقوف على طبيعة المخاطر للتمكن من تحصين الانجازات والمضي في التقدم. فالتقدم في التنمية البشرية، حسب دليل التنمية البشرية، في تباطؤ تشهده مختلف مناطق العالم».
ويعرض التقرير مؤشر التنمية البشرية للعام 2014 لـ187 دولة ومنطقة معترف بها من قبل الامم المتحدة إضافة الى مؤشر التنمية البشرية المراعي للتفاوتات بين الجنسين المعدل لـ145 دولة.
وأوضح ان «مؤشر التنمية البشرية هو قياس موجز لتقييم التقدم الطويل الامد في ثلاثة ابعاد اساسية في التنمية البشرية: حياة طويلة، الصحة، الوصول الى المعرفة ومستوى معيشي لائق.
وتوقف «التقرير عند ما تتعرض له المنطقة العربية من مخاطر متشعبة جراء ما تواجهه من نزاع وبطالة في صفوف الشباب وعدم المساواة، وهي مخاطر اذا لم يتم معالجته، يمكن ان تعطل مسيرة التنمية البشرية اليوم وفي المستقبل، فالصراع في سوريا اضافة الى الصراعات الاخرى التي تشهدها المنطقة، أصاب العديد من الأسر بأضرار جسيمة وخلق اعداد كبيرة من النازحين واللاجئين في العالم الذين باتوا اليوم يعيشون في ظروف اقتصادية واجتماعية قاسية».
ولفت الى انه «يعيش الاطفال والنساء الذين يشكلون اعلى نسبة من اعداد النازحين، الحرمان بأوجه متعددة محرومين من الخدمات العامة الاساسية كالرعاية الصحية والتعليم»، مؤكدا ان «الاعداد الكبيرة من الشباب في المنطقة تتطلب اهتماما خاصا على مستوى السياسة العامة ليحظوا بفرص العمل اللائق ولتستفيد المنطقة من العائد الديموغرافي».
وتحتل قطر المرتبة الاولى في طليعة بلدان المنطقة العربية بينما تحتل السودان المرتبة الاخيرة. ويبلغ نصيب الفرد من الدخل 15.817 دولار ويتجاوز المتوسط العالمي نسبة 15 في المائة وتحل المنطقة العربية دون المتوسطات العالمية في العمر المتوقع عند الولادة وسنوات الدراسة، مشيرا الى تأخر الدول العربية نسبة الى المتوسطات العالمية بمقياس دليل التنمية البشرية معدلا بعامل عدم المساواة في التعليم والصحة والدخل حيث يصل متوسط عدم المساواة الى اكثر من 17 في المائة وتجتمع عوامل كثيرة منها، ضعف تمثيل المرأة في البرلمانات والفوارق بين الجنسين في المشاركة في القوى العاملة لتضع المنطقة العربية في موقع متأخر حسب دليل الفوارق بين الجنسين.
واعلن انه «تبلغ قيمة مؤشر التنمية البشرية في لبنان 0.765 وذلك ضمن الفئة المرتفعة في التنمية البشرية واضعا الدولة في الترتيب 65 من اصل 187 دولة ومنطقة. وبين العام 2005 والعام 2013 ارتفعت قيمة مؤشر التنمية في لبنان من 0.741 الى 0.765 وهي زيادة بنسبة 3.2 بالمائة او متوسط زيادة سنوية قيمتها 0.40 بالمئة ويتشارك لبنان هذه المرتبة مع جمهورية بنما».
وعن تقييم التقدم مقارنة مع دول اخرى، لفت الى انه «يمكن مقارنة التقدم المحرز على المدى الطويل مع دول اخرى بشكل مفيد، فعلى سبيل المثال، وخلال الفترة ما بين 2005 و2013، شهد كل من لبنان والاردن وعمان درجات مختلفة من التقدم باتجاه زيادة مؤشر التنمية البشرية لديهم».
المساواة بين الجنسين
اما بالنسبة الى مؤشر عدم المساواة بين الجنسين، فأوضح ان لبنان يتمتع بقيمة في مؤشر عدم المساواة بين الجنسين ليكون ترتيبه 80 من اصل 149 دولة في مؤشر العام 2013. وتشغل المرأة في لبنان 3.1 بالمئة من المقاعد البرلمانية، في ما وصلت نسبة 38.8 من النساء البالغات الى مرحلة التعليم الثانوي مقارنة بنسبة 38.9 بالمئة لنظرائهن الرجال. ومقابل كل 100 الف ولادة، يتم تسجيل وفاة 25.0 امرأة لأسباب مرتبطة بالحمل، ومعدل الولادات لدى المراهقات فهو 12.0 ولادة لكل 1000 ولادة حية. اما معدل مشاركة المرأة في سوق العمل فكانت بنسبة 22.8 بالمئة مقارنة مع 70.5 للرجال.
وأوضح ان «تقرير التنمية البشرية 2014 يأتي في مرحلة مصيرية يمر بها العالم على مسار التنمية، اذ تتركز الجهود على وضع مجموعة اهداف جديدة للتنمية المستدامة لما بعد عام 2015، عام انتهاء المهلة المحددة لتحقيق الاهداف الانمائية للالفية».