في ظل تفاعل ازمة شح المياه في منطقة مرجعيون مع انخفاض منسوب الآبار الارتوازية التي تروي قرى المنطقة، ومع ازياد الطلب عليها مع تزايد عدد النازحين السوريين، تنشط حركة شراء المياه من أصحاب الآبار الخاصة، فيما لجأ كثير من المواطنين لشراء خزّانات اضافية لتخزين المزيد من المياه.
ولمعالجة هذه الأزمة عقد قائمقام مرجعيون وسام الحايك اجتماعا طارئا في مبنى القائمقامية شارك فيه طبيب القضاء الدكتور انطوان فرهود ورئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين ورؤساء بلدات المنطقة، اضافة الى رؤساء مصلحتي المياه والكهرباء وقادة الأجهزة الأمنية وممثلين عن «اليونيفل» واليونيسف.
وجرى عرض لأزمة شح المياه وتقنين الكهرباء، وكان تأكيد من ممثل شركة الكهرباء انّه سيتم تغذية كل الآبار الارتوازية في المنطقة 24/24، وتمّ الاتفاق على متابعة قضية طلب رفع التقنين عن خط مرجعيون- الطيبة. ممثل مصلحة المياه عرض ما تقوم به مؤسسة مياه لبنان الجنوبي لجهة جهوزية مضخّة أخرى (180 مترا) تفاديا لأعطال الكهرباء الا انّه يتم استخدامها حاليا الى جانب المضخّة القديمة (100 متر) بسبب شح المياه فيها ومتوقّع انخفاض المنسوب بشكل اكبر.
وعرض بعض المجتمعين اللجوء الى حفر آبار ارتوازية أخرى، فيما عرض البعض تعاون البلديات من أجل وضع دراسة جيولوجية من قبل اختصاصيين لتحديد أماكن وجود المياه الجوفية وكيفية استخدامها او وصلها بشبكة المياه الرئيسية.
وعرض الزين الخطة التي وضعها الاتحاد الذي يضمّ 17 بلدية وبدأ تطبيقها بحسب الامكانيات، بعد متابعة مسألة الكهرباء وتقوية خطوط الكهرباء الى مشروع مياه الطيبة الذي يغذّي 39 بلدة في قضائي مرجعيون وبنت جبيل، رافضا فكرة اللجوء الى المياه الجوفية التي يجب تركها للأجيال القادمة مقترحا بعض الحلول التي من شأنها تخفيف هذه الأزمة اوّلها رفع الغطاء السياسي والحزبي عن موظّفي مصلحة المياه الذين يتعاطون احيانا بلا مسؤولية في هذا الموضوع لجهة سوء التوزيع، وترشيد استهلاك المياه ووقف الهدر عبر منشورات وحلقات توعية بالتعاون وزارة المياه والطاقة والبلديات المعنية، وهو أمر اذا طُبّق بشكل صحيح يتم توفير كمّيات كبيرة من المياه.
وشدّد الحايك على ان ترشيد استهلاك المياه يجب أن يكون في سلّم أولويات البلديات والمراجع المعنية ومتابعتها أمر ضروري وهام لأن لا دراسات عملية حتى الساعة تشير الى مدى استمرار هذه الأزمة، داعيا الجميع الى تحمّل مسؤولياته والاتفاق على استراتيجية معيّنة لمواجهة هذا الخطر.