أشارت مصادر معنية الى أنّ عناصر “حزب الله” ما زالت منشغلة في المنطقة العسكرية الساخنة، من رأس بعلبك وجرود الهرمل الى القلمون، والتحدي العسكري الذي يواجهه الحزب هناك نابع من مهمته في التصدي لمحاولة دخول المقاتلين السوريين ومعهم مقاتلون من جنسيات اخرى في لحمة مع سلفيي لبنان في مناطق بيت جن وقرية عزة وخربة روحا ومجدل عنجر في البقاع الغربي، وهي مناطق تعتبر بيئة حاضنة متناغمة مع المناخ السلفي الموجود في طرابلس وعكار.
وذكرت صحيفة “الراي” الكويتية أنّ اجتماعات أمنية عقدت بين قيادة الجيش وقيادة “حزب الله” لايجاد صيغة تعاون مشتركة في منطقة القلمون، خصوصاً في ضوء معلومات المصادر الامنية عن وجود نحو اربعة آلاف مقاتل في منطقة جرود عرسال اللبنانية يعملون على ضرب الاستقرار الامني في البلاد.
وقالت مصادر ميدانية على صلة بالمواجهات الدائرة في القلمون لـ”الراي إنّ الاشتباكات التي حصلت بين الحزب والمسلحين ادت حتى اليوم الى سقوط 140 قتيلاً من هؤلاء المسلحين، دفن 60 منهم في ارض الكشك و 30 في قطنين وآخرون دفنوا في الاودية والجرود المجاورة، مشيرة الى ان المسلحين كانوا خطفوا ثلاث نساء من قلب عرسال متزوجات اتهمن بالزنى، وقاموا باعدامهن في اليوم نفسه.
وردًا على سؤال بشأن “كيف يستطيع الجيش اللبناني التدخل في تلك المعارك وهو لا يملك القوى المناسبة لذلك، بحسب مصادر قريبة من قيادته”؟ أوضحت أوساط معنية بسير المعركة في القلمون وعلى الحدود اللبنانية – السورية، لـ”الراي” أنّ الجيش اللبناني لديه بنك أهداف ومزوّد بمعلومات دقيقة عن أمكنة وجود المسلحين ويملك دبابات ومدافع مناسبة ليدكّ معاقلهم من دون الالتحام المباشر معهم، لافتة الى ان نظرية الحاجة الى 3 مقابل 1 غير دقيقة، خصوصاً ان هؤلاء المقاتلين يملكون السلاح الخفيف وغير مزودين بسلاح الدبابات او المدرعات او المدافع الثقيلة، الا انه على ما يبدو فإنّ “فوبيا” نهر البارد ما زالت حاضرة وان الغطاء السياسي لم يُؤمن بعد رغم رغبة الدول الغربية في ان يكون للجيش اللبناني دورا فعالا في ضرب هذه المجموعات، وذلك خوفاً على استقرار لبنان وانضمامه الى امارة الجولاني (النصرة) او دولة البغدادي (داعش).
وفي الدلالات على هذا الاهتمام الدولي، كشفت مصادر مهتمة في بيروت لـ”الراي” عن ان الاجهزة الامنية الغربية، وفي خطوة لافتة، شغلت اجهزة الاتصالات المتطورة ليس للتجسس على “حزب الله” ومراقبته لتغطية النقص بالمعدات لدى الاجهزة الامنية اللبنانية، لافتة الى أنّ الاجهزة الغربية تزوّد، وبشكل يومي، مخابرات الجيش اللبناني وجهاز الامن العام وفرع المعلومات وعلى نحو متوازٍ بالمعلومات التي تملكها، حتى ان الاجهزة الغربية نفسها تقدم لنظيراتها اللبنانية خيوطاً صغيرة نظراً الى حساسيتها فيبدأ العمل عليها لاكمال الصورة، وهو ما أدّى الى نتائج بالغة الاهمية في اكثر من ملف امني على صلة بالشبكات الارهابية.