حامد الرويلي
اعتذرت مكاتب خطوط الطيران في المنطقة الشرقية من عدم قدرتها على إصدار أي تذكرة إلى دبي وأبوظبي والشارقة حتى الأحد المقبل، بسبب عدم وجود مقاعد شاغرة. وتم حجز جميع المقاعد منذ بداية الشهر الجاري للاستمتاع بإجازة العيد التي تسبق بداية الدراسة؛ ما أجبر أسرا سعودية على اختيار تركيا وشرق آسيا بديلا من دبي ولبنان التي تشهد اضطرابات داخلية تسببّت في إلغاء حجوزات 15 ألف أسرة سعودية؛ حسب حديث بعض مكاتب السفر والسياحة.
وكشفت مصادر لـ “الاقتصادية” عاملة في مكاتب حجوزات الطيران في المنطقة الشرقية، أن أسعار تذاكر مقاعد الطيران المخفضة ارتفعت بنسبة 40 في المائة لبعض الخطوط، بسبب كثرة الطلب على رحلات دبي والحجز المبكر للظفر بالعروض المخفضة التي تقدمها شركات الطيران للمسافرين. وأضافت أن عروض التذاكر المخفضة دفعت كثيرا للحجز المبكر على الرحلات المتجهة من الدمام لدبي وأبوظبي والشارقة في وقت مبكر، ما أجبر بعض الأسر السعودية إلى تغيير الوجهة لتركيا وشرق آسيا.
وأشارت إلى أن أسعار الشقق والفنادق في دبي ارتفعت بنسبة 100 في المائة بسبب كثرة الحجوزات وعدد المسافرين السعوديين، الذين بلغوا حتى منتصف العام الجاري أكثر من مليوني مسافر.
وقال لـ “الاقتصادية ” أنور الشامسي، مشرف العطلات في المكتب السعودي للسياحة والطيران إنه تم حجز جميع المقاعد المتاحة على الرحلات المنطلقة من الدمام إلى دبي وأبوظبي والشارقة منذ بداية الأسبوع الجاري حتى الأحد المقبل.
وأضاف أنه تم حجز جميع المقاعد المخفضة وغير المخفضة منذ وقت مبكر تزامنا مع بداية عيد الفطر الذي تفضل الأسر السعودية قضاءه في دبي. وبين الشامسي، أن الفترة التي تم حجز المقاعد فيها بالكامل تزامنت مع بداية رمضان، مضيفا أن أكثر من 50 في المائة من المقاعد المخفضة محجوزة لأسر سعودية تم حجزها مبكرا ضمن العروض المقدمة من شركات الطيران التي تمنح خصومات كبيرة لأول 100 مقعد لقضاء إجازة العيد في الإمارات.
وأوضح أن الخطوط السعودية وطيران الخليج والاتحاد والعربية والإماراتية تسير من الدمام أكثر من 92 رحلة أسبوعيا، بمعدل يتراوح بين ثلاث وأربع رحلات يوميا لبعض شركات الطيران.
وقال إن كثرة الطلب على السفر لدبي وتركيا وشرق آسيا فتح شهية شركات الطيران بعد بيعها جميع المقاعد المخفضة مبكرا والبدء في بيع تذاكر المقاعد ذات الأسعار العالية بالتدرج التي لا يشملها العرض، والتي تبلغ قيمتها ضعف مقاعد العروض لكل الدرجات.
وذكر أن الارتفاع مربوط بعدد المقاعد “فكلما نفد مقعد ارتفع سعر المقاعد المتبقية وهكذا حتى آخر مقعد الذي يعتبر الأغلى”.
وكانت أسعار العروض ضمن الحجز المبكر للدرجة الأولى والبزنس من الدمام لدبي ذهابا وإيابا تراوح بين 2900 و3200 ريال، والآن وصلت إلى أربعة آلاف ريال والدرجة السياحية كانت بــ 700 ريال وحاليا قفزت إلى 1400 ريال. وتابع الشامسي أن الارتفاع شمل جميع شركات الطيران، مستغلين فرصة العيد والصيف لتعويض بعض الخسائر، التي أصابت الشركات خلال فترة الركود.
وتوقع أن يصل عدد الأسر المسافرة السعودية إلى مدينة دبي خلال الأسبوع المقبل أكثر من 50 ألف أسرة من المنطقة الشرقية، مطالبا في الوقت نفسه زيادة عدد الرحلات المتوجهة إلى دبي وأبوظبي لسد الطلب المتزايد من قبل العملاء.
وقال إن السعوديين يمثلون النسبة الكبرى من السائحين المتوجهين لدبي خلال العيد وذلك بناء على حجوزات الطيران والفنادق عبر المواقع الإلكترونية المتخصصة، مضيفا أن أسعار بعض الغرف في دبي وصلت إلى أكثر من خمسة آلاف ريال في الفنادق ذات الخمسة نجوم.
من جانبه، قال أحد مديري شركات مكتب السفر والسياحة، مفضّلا عدم ذكر اسمه، إن مكاتب خطوط الطيران في المنطقة الشرقية تعاني إحراجا كبيرا من عملائها المسافرين إلى دبي مباشرة، خاصة خلال فترة الإجازات والأعياد والصيف.
وأضاف أن الأسر السعودية تفضل السفر إلى دبي عبر الدمام مباشرة، رغم وجود مقاعد كثيرة من البحرين لدبي، بمعدل سبع رحلات يوميا كل ساعتين رحلة وبسعر أقل من رحلات الدمام – دبي.
وتابع، أن الأسر السعودية التي لم تتوافر لديها حجوزات إلى دبي عبر الدمام غيرت وجهتها إلى تركيا، مطالبا في الوقت نفسه خطوط الطيران بتكثيف رحلات دبي، خاصة في فترات الإجازات نهاية الأسبوع المقبل. وقال “عدم الاستقرار السياسي في بعض الدول العربية كلبنان ومصر تسبب في تغير الكثير من الأسر السعودية إلى دبي بحكم القرب والاستقرار وتقارب العادات والتقاليد”.