بلقيس عبد الرضا
عيد باي حال عدت ياعيد، بهذه العبارة يستقبل اللبنانيون العيد هذا العام، تجار، افراد، موظفون، وغيرهم من الفئات الشعبية التي تحتاج تعيش ضائقة اقتصادية، اقل ما يقال عنها انها خانقة.
الاسواق التجارية افتتحت ابوابها منذ نهاية الاسبوع الماضي، وبدأت تنتظر استقبال المواطنون لشراء حاجيات العيد، لكن على ارض الواقع لم تستطع هذه المحال التجارية من جذب المواطنين، السبب واضح ومعروف، غياب القدرة الشرائية في ظل هذه الازمة الاقتصادية.
وفي جولة لـ «اللواء»: على بعض الاسواق التجارية، وفي مقدمتها سوق الحمرا، وفردان، ومارالياس، وعفيف الطيبي وبربور، وغيرها من الاسواق التجارية رصدت غياب المتسوقين، بالرغم من التنزيلات والتخفيضات التي ناهزت الـ 50 في المئة.
وعزا التجار قرار عزوف المشترين للتبضع الى ضعف قدرتهم الشرائية، وغياب السياح العرب والمغتربيين الذين يشكلون الاساس المتين للتبضع، حيث ساهمت الاوضاع الامنية في عزوف العديد من المصطافين للمجيء الى لبنان وقضاء موسم الصيف.
تجار يشتكون
رفع التجار في المناطق التجارية اصوتا عالياً، فالسنة الثالثة على التوالي لا تزال الخسائر سيدة الموقف، لم يستطع التجار من تحريك حركة الجمود التي تخيم على القطاع التجاري، وبدأوا منذ اول الموسم بوضع التخفيضات والتنزيلات، في خطوة لتشجيع المواطنين، واستبشروا خير بالحكومة الجديدة برئاسة تمام سلام، والانفراج الذي تم على اكثر من صعيد، ولكن سرعان ما تبددت هذه الامال، بعد التفجيرات التي ضربت اكثر من منطقة، مما ادى الى هروب العديد من المصطافين، والذين يشكلوا الاساس لحركة البيع.
وقال احد التجار في منطقة عفيف الطيبي، محمد الديماسي، ان المواطنين يدخلون الى المحال التجارية، لكنهم لا يشترون اكثر من غرض او اثنين كحد اقصى، وفي هذا المجال، لا يمكن للتاجر الاستمرار، فنحن وبالرغم من اننا في سوق شعبي، ولا نعتمد على السياح بشكل كبير، الا ان ضعف الحركة التجارية بشكل عام، وضعف القدرة الشرائية للمواطنين، ادى الى خسارة التجار اموالا طائلة، ونحن في السنة الثالثة لا زلنا نتكبد العديد من الخسائر والتي ناهزت مئات الالاف الدولارات.
من جهة اخرى، لفتت لمى وهبة، وهي معلمة في احدى مدارس بيروت، خلال جولة اللواء في شارع مارالياس ان ارتفاع الاسعار لم يمكنها من شراء حاجياتها، وقالت صحيح ان هناك تنزيلات، وصحيح ان الاسعار مقبولة، لكنها مرتفعة بالنسبة لنا، لان رواتبنا لم تعد قادرة على تحمل هذه الاسعار وسط غلاء المعيشة، وغلاء المواد الغذائية والاستهلاكية، وقالت لم اتمكن من شراء الا قطعة واحدة لكل ابنة من بناتي، مشيرة الى انها في السابق كانت تشتري 3 قطع لكل واحدة، على اعتبار ان العيد 3 ايام، اما اليوم فكل شيء تبدل و تغير، ولم تعد قادرة على شراء اكثر من قطعة واحدة وهي تبحث في اكثر من محل للحصول على السعر المناسب لامكانياتها المادية.
فردان والحمرا
في شارع فردان، حيث المولات الكبيرة، والمحال التجارية ذات الماركات الفاخرة، رصدت اللواء حركة خجولة، بالرغم من وجود بعض السياح، خاصة العراقيين، الا انهم ليسوا بواقع الحال كالسياح السعوديين والكويتيين القادرين على شراء كميات كبيرة ، والسائح الخليجي لا زال مختفياً عن الانظار، بالرغم من تحسن حركة مجيء السياح الى لبنان قبيل العيد، الا ان معظم السياح اتوا لتفقد منازلهم في القرى الجبلية، ولم يعرجوا الى بيروت، خشية حصول انفجارات، خاصة وان وثائق امنية تظهر بشكل علني في وسائل الاتصال.
هذه المخاوف من جراء الازمات الامنية، انعكست بطبيعة الحال على الوضع في السوق التجاري، ولا يخفي التجار خشيتهم وخوفهم من الاستمرار في هذا المنوال، لان التداعيات المالية التي يمكن للقطاع التجاري من تكبدها كبيرة للغاية ، في حال عدم الشعور بالامان.
اما في شارع الحمرا، رواده كثر، من العراق، الاردن ومصر، توافدوا الى لبنان لقضاء عطلة الصيف، لكنهم لم يحركوا القطاع التجاري، فالمحال التجارية وبالرغم من التخفيضات الحاصلة لم تجذب السواح، وقال احد السائحين من الاردن( معتز الدليمي) انه جاء مع عائلته لقضاء عطلة العيد في لبنان والتمتع بالاجواء الصيفية والمهرجانات في العديد من المناطق، مشيرا الى انه لم يقصد لبنان للتبضع.
حال الاسواق التجارية في لبنان، لا ينذر بالخير، وبالرغم من المهرجانات في الاسعار، الا انها لازالت غير قادرة على جذب المتسوقين اللبنانيين، وحتى بعض السياح الخليجيين، وعليه فان الاسواق التجارية تنتظر تحريك العجلة الاقتصادية وعودة التفاؤل الى لبنان، مما يترك اثاره القطاع التجاري اللبناني، وتبقى مقولة حال باي حال عدت يا عيد سيدة الموقف في لبنان.