IMLebanon

مصدر أمني لـ”الديار”: سيناريوهات أمنية مخيفة وقلق من مجازر في البقاع الشمالي

Diyar

 

إعتبرت مصادر أمنية لصحيفة “الديار” أن “مسألة استهداف الجيش ومراكزه من قبل عناصر اصولية باتت في حكم المعلن والمؤكد من جهات اجنبية واقليمية ومحلية عدة وان المؤسسة العسكرية تأخذ في الحسبان هذه التهديدات على مستوى عال من الجدية وتتعامل معها كأنها ستحصل في كل لحظة خصوصا بعد السد المنيع والمتين الذي ارساه الجيش كقاعدة عمل مستدامة في مواجهة الارهاب الاتي من البقاع الشمالي والذي تزداد خطورته كل يوم بفعل العمل العسكري والاستخباري الذي يقدم به الجيش في تلك المنطقة والتي يتواجد فيها الاف المسلحين ناهيك بتهديد للقرى المتواجدة على الخط الفاصل بين لبنان وسوريا”.

وأكدت هذه المصادر ان “وحدات الجيش اللبناني تتعامل بشكل يومي مع محاولات جرت للدخول الى عمق قرى البقاع الشمالي وافشلتها مما زاد النقمة لدى المسلحين الذين سيحاولون مجددا والذين فوجئوا بالحسم الذي ابداه الجيش تجاههم”، ولا تستبعد هذه المصادر ان “تعاود هذه القوى الاصولية هجماتها بواسطة التسلل ليلا في محاولات متكررة لارباك الجو العام في البلاد وايقاظ الفتنة من جديد”.

الا ان مصادر سياسية رأت في كلام النائب مروان فارس ابن تلك المنطقة محاولة لتخفيف وهج الخوف الآتي من هؤلاء المسلحين خصوصا لدى البلدات المسيحية، وتروى هذه المصادر نيات التكفيريين في تلك المنطقة وفق السيناريو الآتي:

محاولة دخول جبهة النصرة ومن يساندها الى احدى البلدات المسيحية ان كان في القاع ورأس بعلبك والفاكهة وارتكاب “عملية نموذجية” وسخة تحاول بواسطتها دب الرعب في قلوب الناس تمهيدا الى خروجهم وترحيلهم عن بلداتهم، ولا تستبعد هذه المصادر هذا السيناريو بالرغم من وجود قوى الجيش اللبناني وعناصر حزب الله الا ان الواقع الجغرافي ونيات المسلحين الذين لن يخسروا شيئا خصوصا انهم محاصرون من جميع الجوانب ولكن تبقى بعض الجيوب التي يمكن التسلل منها ليلا لارتكاب فعلتهم، وان بعض المطارنة والكهنة ورؤساء البلديات اصبحوا في جو وجود هذه الامكانية التخريبية وينسقون مع الجيش اللبناني الذي عزز وحداته المنتشرة على طول الحدود مع سوريا.

افتعال مجزرة في احدى البلدات الشيعية في المنطقة حتى ولو ادت العملية الى مقتل جميع المسلحين فيما بعد ولكن هذه تبدي تخوفها من التداعيات والردود المحتملة على هكذا عملية دموية يمكن ان نخلط الاوراق في لبنان ويحصل ما يتجنبه الجميع من فتن منتقلة بالرغم من وعي قيادات حزب الله لردات الفعل المحتملة”.

وإعتبرت المصادر ذاتها أنه “بعد إخفاق المسلحين في ادخال السيارات المفخخة والانتحاريين الى بيروت وتحديدا الضاحية الجنوبية والجنوب فإن بوصلة هؤلاء سوف تتجه نحو الثكنات والمراكز والحواجز العسكرية التابعة للجيش اللبناني الذي يمنعهم من تحقيق اهدافهم وافشال مخططاتهم”.

وما يؤرق هذه المصادر بعض الحملات المبرمجة على الجيش اللبناني “التي ان لم تعرقل عمله الا انها تفسح في المجال امام سيناريوهات سيستفيد منها المسلحون ويدخلون من خلالها على خط الازعاج الدائم لقوى الجيش المتأهبة”.

وأعطت هذه المصادر امثلة على غرار ما كان يزمع هؤلاء القيام به خلال يومي 24 و25 من هذا الشهر في بلدة نيحا البقاعية وتم افشال هجومهم، ولكن التخوف قائم من ان يتمكن هؤلاء التكفيريين من محاولة الهجوم على اكثر من محور وقرية خصوصا ان امكانية وصولهم حسب الواقع الجغرافي لا تبدو مستعصية جدا على فرضية تأمين مأكلهم ومشربهم وحاجياتهم من خلال بعض الفتحات الموجودة في سلسلة الجبال الوعرة ووجود متعاونين معهم في بعض البلدات الحدودية التي لا تأتمر ولا تصغي سوى للاصوات التي تشابهها في المعتقد التكفيري.

ومن السيناريوهات المحتملة، “امكانية حصول اغتيال كبير سياسي او امني عملية واردة مع الحديث عن دخول ثلاث سيارات مفخخة بينها بيك اب الى الداخل اللبناني وهي وان كانت قيد المعالجة فان خطرها يوازي الفتنة بحد ذاتها، وتتحدث هذه المصادر عن الظروف التي تساعد هكذا عملية اغتيال، وفي مقدمها الوضع الاقليمي المتفجر جدا في غزة والعراق وسوريا وليبيا يضاف اليها ضياع سياسي جامع قابع في غرفة الانتظار الدولي، فلا رئيس للجمهورية، وحكومة بالكاد استطاعت التنفس، ومجلس نواب سوف يمدد له مرة ثانية ناهيك بالاوضاع الملائمة ميدانيا بعد سلسلة من سني التعبئة المذهبية داخل الاماكن الدينية بما يعني ان كل شيىء حاضر لاندلاع شرارة القتال والذي لا يريده اي فريق لبناني انما هناك من يشد ازر بعض المنظمات الاصولية من الخارج مما يعني القفز فوق الارادة المحلية الوطنية الرافضة لان يذهب البلد فرق عملة في هذه الحروب الكبرى. هل اهل السياسة على وعي تام بدقائق الامور ودقة المرحلة؟”.

وأجابت هذه المصادر ان “القوى المحلية كافة باتت لا تزيح حجرا من مكانه الا بإذن خارجي وبات الارتهان شبه كامل والانتظار اكبر من ان يكون سيد الموقف بل هو سيد القرارات جميعها، تمطر السماء في الخارج فيحمل اهل السياسة عندنا المظلات دون اخذ اي مبادرة بانتظار الصحو الآتي من الغرب او الشرق”، ولكن وحدها المؤسسة العسكرية وفق هذه المصادر “لا تحمل المظلات بل تقف تحت المطر لمواجهة العواصف والجميع يعرف هذه الواقعة ويعي ان الخلاص لن يكون ابدا الا بالجيش، وهذه المفردات ليست مقدمة او توطئة لاي شيىء، انما هي واقع معيوش والدليل الحسي عليه سؤال الناس في كل لبنان من الشمال الى الجنوب والبقاع عمن يؤمن امن رؤوسهم مع اطفالهم سوى هذه المؤسسة العسكرية”.