تقوم إستراتيجية “حزب الله” على ربط لبنان كليا بالتطورات في سورية والعراق، ما يجعل الأوضاع فيه بحالة جمود ريثما تنجلي الأمور عربيا وإقليميا.
انطلاقا من هذه الاستراتيجية فإن لبنان دخل مرحلة الجمود التام، ما أوقف مسار المؤسسات وضع القرار، وتسبب أولا في تعطيل الانتخابات الرئاسية، وسيؤدي حكما الى التمديد مجددا لمجلس النواب.
وتقول شخصية لبنانية مستقلة لـ”الأنباء”ان الحرب السورية طويلة جدا، وهذا ما يجعل الأفق اللبناني غير واضح المعالم على الإطلاق، بالتالي ما يؤخر انتخاب رئيس للجمهورية الى العام المقبل!
وتلاحظ هذه الشخصية ان كل الأطراف المشاركة في الحكومة تتشبث بالدولة ومؤسساتها، لكنها تتعاطى بواقعية مع مسار الأمور ومع نفوذ “حزب الله” على البلد، ومشاركة في الحرب السورية، الى جانب ما قد تحمله الأحداث العراقية على لبنان، لكن الحرص واضح المعالم على ضمان ألا ينزلق لبنان الى الفوضى، مع ان الخروقات الأمنية قد تقع هنا او هناك بعد عيد الفطر تحديدا!
وقال ان “حزب الله” كان يرى ان عمر حكومة سلام سيدوم عاما، إلا انه اذا تعقدت الأمور فقد تعمر الحكومة أكثر، وقد يتأخر انتخاب رئيس جديد كثيرا.
اما هوية الرئيس العتيد فهي مرتبطة بمآل الأمور سوريا وعراقيا، وبما سيكون عليه تعاطي 14 آذار والنائب وليد جنبلاط، إضافة الى الأولويات التي قد تكون أمنية، قد تتحول الى مجال آخر.
إلا ان الشخصية المستقلة ترى ان للبطريرك الماروني بشارة الراعي دوره، وهو قادر على ان يخرق هذا الجمود، وان يفرض تصاعديا مسار انتخاب رئيس جديد بأسرع ما يمكن، وسيجد ذلك تأييدا قويا من كل الأطراف، وعلى أساس عدم جواز ربط مصير الرئاسة المسيحية الوحيدة في المنطقة بالرغبات الخارجية ولحساب أشخاص محددين.