بقيت الحركة السياسية التي يقودها رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط اليتيمة والجاذبة للأضواء أمس، بينما دخل لبنان عطلة عيد الفطر الممتدة يوماً ثالثاً إلى الخميس المقبل. وعزز اتصال هاتفي بين زعيم المختارة والرئيس سعد الحريري الإنطباعات عن “حياكة ما” يتولاها جنبلاط الذي التقى أول من أمس الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في حارة حريك.
ففي الشأن الرئاسي فنقطة الإنطلاق التي باتت تحظى بموافقة إقليمية واضحة هي استحالة البحث في احتمال إيصال أحد من مرشحي قوى 14 و8 آذار إلى الرئاسة، بما يعني مع استمرار مرشح 14 آذار الدكتور سمير جعجع في إبداء الليونة والإنفتاح على المخارج، أن الإصرار على اسم المرشح غير المعلن لقوى 8 آذار النائب ميشال عون هو عقبة تستوجب تكثيف الجهود لحلها ، علماً أن لا حل جاهزاً لها حالياً ولا على المدى المنظور. وما يفعله جنبلاط هو محاولة لفتح ثغرة في الجدار بحسب المعلومات، من دون أن تعني الموافقة الإقليمية في موضوع عون أن هناك تنسيقاً في هذا الشأن.
وتضع المعلومات حركة جنبلاط في إطار تحقيق مصلحة للبنانيين جميعاً في تثبيت بلادهم وطناً للتنوع والتعايش، وإذا كانت قضية فلسطين هي القضية الأم على ما تؤكد الأدبيات العربية والإسلامية فإن ما تتعرض له غزة يوجب حماية لبنان والتوافق مع الحزب على خطوات سياسية وأمنية واقتصادية والتعامل مع الإستحقاقات الدستورية بمنطق الحوار والإيجابية لمصلحة الجميع. وغني عن الشرح أن التسوية التي يسعى إليها جنبلاط وسواه من السياسيين يستوجب نجاحها ألا تكون على حساب عون،وبالتالي يتوجب إرضاؤه من دون أن يظل ترشيحه معرقلاً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مقدمة لإعادة الحيوية إلى المؤسسات.
وتنفي مصادر المعلومات أن تكون الإتصالات الجارية وصلت إلى مرحلة أسماء المرشحين، مشيرة إلى أن هذه المسألة يجب أن تمر لاحقاً من خلال تقاطع حقوق “فيتو” يتمتع بها عدد من الأطراف المؤثرين، وتؤكد أن هذا الأمر سابق لأوانه والأهم في هذه المرحلة إدارة الأزمة بحد أقصى من ضمانات الأمان وعدم التهور.