Site icon IMLebanon

السماح بالاصطياد غير المشروع للموظفين الأكفاء

FinancialTimes

أندرو هيل

في السبعينيات كان بإمكانك شراء ملصق هيبي لطير يحلق باتجاه الغروب المتوهج، مع القول المأثور: “إذا كنت تحب شيئاً ما، أطلق سراحه: إذا عاد إليك، فهو لك؛ وإذا لم يفعل، فلم يكن لك في الأساس”.
لقد افترضت أن الشعار قد انتهى زمنه مع الرغبة في الحصول على أعواد العطور والقمصان ذات الصبغة المتموجة. أشعر بالدهشة لأجد أنه بدلاً من ذلك أصبح سياسة رسمية للموارد البشرية.ألوم رايد هوفمان، المؤسس المشارك لموقع شبكة الأعمال، لينكد إن.
لقد جسد بيانه خدمة مصالح ذاتية “لإدارة الموهبة في عصر الشبكية” في كتاب ضئيل، بعنوان “التحالف”.
البيان مليء بالأمثلة حول كيفية تنسيق الشركات الآن “جولات عمل” غير مقيدة قصيرة الأجل مع الموظفين، وذلك لتشجيعهم بنشاط على الذهاب إلى أصحاب العمل الآخرين، على أساس أن الجميع سيستفيد في النهاية.
عندما انتقدت هوفمان لتشجيعه التحلل الوظيفي الذي يحتمل أن يكون غير صحي العام الماضي، خالفني في الرأي أفراد مجموعتين من النقاد.
إحدى المجموعتين قالت إن رئيس مجلس إدارة لينكد إن كان يعترف بما هو حاصل فعلاً في الواقع فحسب. ما يؤكد ذلك في رأيهم هو ما كشفه استطلاع لرؤساء ناشئين أجرته كلية أعمال لندن أخيراً بأن نحو 40 في المائة من هذا الجيل الأصغر الذي بدأ وظائف جديدة يخطط بالفعل بشأن وظيفته التالية. أقلية صغيرة جداً تتوقع البقاء في نفس الوظيفة لمدة طويلة مع صاحب العمل نفسه.
المجموعة الثانية، وهي مجموعة أكثر سخرية من النقاد، أشارت إلى أنه بما أن الشركات لم تظهر فعلاً الكثير من الإخلاص لموظفيها، فبالكاد بإمكانها لوم الموظفين على الأنانية في السعي وراء مصالحهم الخاصة.
في حين أن المجموعات الاستشارية وغيرها من الخدمات المهنية قد تكون لها مصلحة في رؤية الخريجين لديها يتنقلون ليصبحوا عملاء محتملين، في أماكن أخرى، إلا أن الموارد التنافسية التي تمت إثارتها في سياق الأعمال الاعتيادي، يمكن أن تتحول بسرعة إلى نوع من المرارة.
معظم القادة يستخدمون كافة الوسائل المتاحة، من الأموال إلى التهديد، لالتقاط والتمسك بأفضل الموظفين الموجودين لديهم – حتى في كاليفورنيا، المكان الذي على الأرجح نشأ منه شعار “أطلق سراحهم”.
بند “غير منافسة” غير قابل للتنفيذ عملياً في سليكون فالي.
الشركات هناك تقمع الانتقال والابتكار، وذلك وفقاً لمؤسسة كوفمان لاستشارات الأعمال الريادية.
سوق مهندسي البرمجيات ليست محمومة، لذلك ينتقل أصحاب العمل إلى حيل أخرى للحد من التنقل بين الوظائف. هناك نحو 64 ألف مهندس قاضوا شركات جوجل وأبل وإنتل وأنظمة أدوبي، لتشكيلها نوعاً مختلفاً من التحالف – لمنع الشركات من الاصطياد غير المشروع لموظفي بعضها البعض.
الشركات نفسها (إضافة إلى شركتي إنتويت وبيكسار) مضت إلى تسوية دعوى قضائية مع وزارة العدل عام 2010، التي منعت المزيد من هذه الاتفاقيات. أحد القضاة ينظر الآن ما إذا كان سيوافق على تسوية بقيمة 324 مليون دولار في قضية مدنية بين الموظفين السابقين والشركات. (شركتا إنتويت وبيكسار وافقتا على التسوية في وقت سابق).
أثناء ذلك، خرجت إلى حيز النور بعض رسائل البريد الإلكتروني التي تم تداولها. في عام 2007 أرسل الراحل ستيف جوبز بريد إلكتروني يحتوي على رمز وجه مبتسم إلى أحد مسؤوليه التنفيذيين في قسم الموارد البشرية، بعد أن علِم من إريك شميدت، الذي كان الرئيس التنفيذي في شركة جوجل في ذلك الحين، أن شركة محرك البحث أنهت عقد عمل أحد العاملين لديها لمحاولته استقطاب أحد مهندسي شركة أبل.
تبادل آخر في رسائل البريد الإلكتروني عام 2007 يُظهر أن شركة جوجل كانت لديها سياسة في ما مضى لتقديم عروض عمل مضادة خلال ساعة، لأي موظف تحاول “فيسبوك” جذبه للعمل فيها (الأمر الذي لم يكن ضمن أي اتفاق).
يقول محامو التوظيف خارج كاليفورنيا إن أصحاب العمل بشكل عام أكثر راحة فيما يتعلق بالإنشقاق عن العمل مما كانوا قبل 10 أعوام، لكن في الحالات ذات المخاطر العالية، يقول جون إيفاسون من بيكر آند ماكينزي في لندن، إن لديهم “الكثير من الرغبة ليكونوا معقدين”. ويضيف أن “الأمور قد تصبح شخصية جداً في بعض الأحيان”.
لجنة تحكيم أمريكية أصدرت للتو حكما أنه ينبغي على “بي جي سي بارتنرز” تعويض الشركة المنافسة “توليت بريبون” في نزاع حول “غارة” (وهي كلمة شركة توليت) عام 2009 أدت إلى قيام 80 وسيط مالي داخلي، بتغيير صاحب العمل. حيث تدّعي “بي جي سي” أن منافستها أمضت الوقت وهي تحارب القضية أكثر مما استعادت الموظفين.
تحت التهديد، تسلح الشركات العقود ببنود أكثر صرامة لا يمكن التماسها وتكثيف نقاء القيود الذهبية بالنسبة لكبار الموظفين. بعد أن استقالت أنجيلا أهريندتس من “بيربري” للعمل في شركة أبل، مع منحة أسهم تصل إلى 68 مليون دولار، وافق مجلس شركة الأزياء على صفقة تبلغ 20 مليون جنيه لخليفتها، كريستوفر بايلي، لمنعه تماماً من احتمال الانتقال إلى شركة منافسة، لكن المساهمين في “بيربري” رفضوا الحزمة.
من المتوقع بشكل متزايد أن يصر القادة على أسنانهم والابتسام عندما يستقيل أحد التنفيذين للعمل في إحدى الشركات المنافسة، حتى أن البعض يدّعي أن كون نجومهم المدربين تدريباً عالياً مطلوبين في أماكن أخرى، هو بمثابة إطراء.
من المرجح أن يستمر معظم المديرين في التعامل مع الصيد غير المشروع باعتباره أمراً مزعجاً، وليس إنجازاً مميزاً. لا ينبغي أن يكون مفاجئاً إذا تصرفوا لمنع هذه الممارسة، بدلاً من أن يتركوها تستمر، على غرار السبعينيات.