عدنان طباجة
شهدت الحركة التجارية في سوق النبطية تحسناً ملحوظاً في عيد الفطر، مقارنة مع ما كانت عليه خلال الأشهر الفائتة.
ولحظت جولة «السفير» على السوق التجاري في النبطية إقبالاً كثيفاً للمواطنين من كل أنحاء المنطقة، للتسوق وشراء حاجيات العيد، وقد تركز معظمها على مشتريات الأحذية والألبسة الولادية فقط، لأن «الأحوال المادية لا تسمح بشراء غيرها من السلع والبضائع الضرورية الأخرى».
ويؤكد تجار لـ«السفير» أن الإقبال على السوق بدأ يزداد مع فتح المحال والمؤسسات التجارية أبوابها إلى ما بعد منتصف الليل في الأسبوعين الأخيرين من رمضان، حيث تسنى للمواطنين الذين حالت أعمالهم دون حضورهم إلى السوق في ساعات النهار، أن يتسوقوا في ساعات الليل.
تجارة موسمية
يلفت تاجر الألعاب سمير جابر الانتباه إلى الإقبال الجيد الذي شهده محله في العيد، مشيراً إلى اعتماده اعتماداً شبه كلي على الأعياد والمناسبات لبيع ألعابه المختصة بالأطفال، أما في بقية الأيام، «فلا بيع في محله ولا من يحزنون»، وهو يقضي طيلة النهار يراقب المتسوقين من دون أي عمل، لأنه يرى في تجارة الألعاب تجارة موسمية فقط، على عكس غيرها من البضائع الأخرى.
لا تقتصر المبيعات الموسمية على محال الألعاب فقط، بل تجاوزتها لتشمل مختلف محال ومؤسسات بيع الأحذية والألبسة، لا سيما الولادية منها، بحسب التاجر عصام وهبي، «لأن المواطنين باتوا منذ زمن بعيد يؤجلون مشتريات أولادهم لمناسبة الأعياد، وهذا ما يحدث الآن، أما في الأيام العادية فلا نكاد نبيع قميصاً أو فستاناً أو زوجاً من الأحذية، لأن هذه الأمور باتت في نظرهم من الكماليات»، يقول وهبي.
بسمة وحذر
تضطر عدلا علوش لشراء الألبسة والأحذية والألعاب وغيرها لأولادها في العيد، «كي يكونوا في حلة تليق بالمناسبة». وبلغة عامية تقول علوش لـ«السفير»: «مشهد البسمة على وجوه أولادي يساوي كل المصاري»، وتضيف: «عمروا ما حدا يورت شي.. خليهن ينبسطوا».
وفيما تذكر علوش أنها وجيلها «لم يعرفوا طعم الأعياد»، لذا لا تريد أن «يتكرر الأمر نفسه مع أولادها»، تبدو آمال جابر شديدة الحذر وهي تشتري احتياجات العيد لأولادها، لأن فرحة العيد، وفق ما تقوله لـ«السفير»، «سيعقبها الإرهاق والتذمر، مع اقتراب موسم العام الدراسي ومتطلباته الكثيرة»، لذلك تحاول شراء ما تيسر من الحاجيات اللازمة والضرورية جداً لأولادها. وتعتبر أن «مستلزمات المدرسة من تأمين الأقساط والكتب والقرطاسية أهم من حاجيات العيد»، لذلك تعمل على الموازنة بين احتياجات العيد واحتياجات المدرسة قدر الإمكان.
إقبال كثيف
الحركة التجارية النشطة في سوق النبطية في عيد الفطر، شكلت مفاجأة سارة لـ«رئيس جمعية تجار النبطية» وسيم بدر الدين وللتجار عموماً، لأنهم لم يتوقعوا زخمها على هذا النحو، في ظل الظروف الأمنية والأعباء الاقتصادية التي يعاني منها الجميع منذ سنوات عدة.
ويشيرون عبر «السفير» إلى أنهم «لا يجدون تفسيراً لهذا الإقبال الكثيف في العيد، إلا في إصرار الناس على الحياة، والتسوق وكسر الروتين المحيط بهم، مهما كانت الظروف والصعوبات».
ويوضح بدر الدين لـ«السفير» أن «الحركة غير المعهودة التي شهدتها النبطية في العيد، انعكست إيجاباً على أحوال التجار الذين كانوا يتبرمون طوال أيام السنة».
ويعزو تراجع الحركة في الأيام العادية للأوضاع الأمنية والاقتصادية السيئة التي يعاني منها الجميع، إضافة إلى تعدد الأسواق الموازية لسوق النبطية، وشمولها معظم البلدات الكبرى المجاورة للمدينة، ما يقلّص حضور المواطنين إلى السوق.
مقصد الكثيرين
لكن بدر الدين يرى أنه «بالرغم من كل هذه الظروف، فإن سوق النبطية يبقى الأهم والأقوى، ومقصد الكثيرين من المواطنين الذين يجدون فيه كل شيء، وأسعاره تبقى أرخص من أسعار بقية الأسواق الأخرى، ولا مقارنة بينه وبينها على الإطلاق»، متمنياً في الوقت نفسه، «زوال الظروف والأسباب الأمنية، وتحسن الظروف المعيشية والاقتصادية للمواطنين في وقت قريب، لما فيه الخير والمصلحة العامة للجميع».
يشار إلى أن الحركة التجارية قد بلغت قبل العيد مستويات من الجمود لم تعهده في أحلك الحروب الإسرائيلية على الجنوب، بسبب الأوضاع الأمنية الاستثنائية والشائعات عن حصول تفجيرات تستهدف المدينة، والحرب في سوريا، معطوفاً عليها الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها معظم المواطنين.