إبراهيم عواضة
شكّل اتحاد المصارف العربية خلال السنوات الثلاث الماضية التي شهدت ما يسمى «بالربيع العربي» مظلة حماية ودعم للقطاع المصرفي العربي عموماً وللقطاع المصرفي اللبناني بشكل خاص.
وأثبت الاتحاد طيلة هذه السنوات الصعبة التي شهدت أحداثاً أمنية وسياسية مؤثرة نجم عنها متغيرات اقتصادية ومالية بعضها إيجابي وأكثرها مر، أثبت انه على قدر المسؤولية المناطة بها، فجال وصال في كل الدول العربية التي شملتها «موضة» الربيع العربي، ووقف على احتياجات قطاعاتها المالية والمصرفية، ووفر لها الدعم المعنوي وأحياناً العملاني.
ولم ينس الاتحاد دوره على المستوى العالمي في ظل الأحداث الانفة الذكر فحافظ على علاقات وطيدة وفاعلة مع مصارف العالم ومع مراكز القرار المالي والمصرفي، لا سيما في الولايات المتحدة الأميركية، فكان لقيادة الاتحاد أكثر من جولة، وأكثر من زيارة إلى واشنطن وإلى أوروبا، فحافظ بذلك على «جسر التواصل» الذي يربط بين المصارف العربية والمصارف الأميركية والأوروبية.
وحفل برنامج عمل الاتحاد في السنوات الثلاث الماضية بالعديد من المؤتمرات والمنتديات والندوات التي عقدت في غالبية الدول العربية تقريباً وفي أوروبا وآسيا.
وكان الأبرز في عمل الاتحاد خلال الفترة القصيرة الماضية الزيارات التي قام بها إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث التقى المسؤولين في المؤسسات المالية والمصرفية في أميركا، مثال رئيس الفيدرالي الأميركي بن برنانكي ومساعد وزير الخزانة الأميركية المسؤول عن ملف العقوبات دانييل غلايزر، كما شملت زيارات الاتحاد المتكررة إلى الولايات المتحدة الأميركية والتي كان آخرها الزيارة التي قام بها امين عام الاتحاد وسام فتوح إلى واشنطن مصلحة الضرائب الأميركية، والمجلس الدولي للضرائب الاميركية، البنك المركزي الفيدرالي في نيويورك. وكان لهذه الزيارات ثمارها الايجابية التي صبّت في مصلحة القطاع المصرفي العربي في اكثر من مجال.
وكان من الطبيعي أن يولي اتحاد المصارف العربية لبنان حصة وازنة من اهتماماته، وذلك أولاً من وجود رئيس جمعية مصارف لبنان السابق، رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزيف طربيه على رأس اللجنة التنفيذية لاتحاد المصارف العربية، وثانيا من وجود مقر الاتحاد في بيروت، ووجود أمانة عامة على رأسه وسام فتوح الذي لا يترك مناسبة الا ويتوسلها للدفاع عن القطاع المصرفي اللبناني، وذلك على غرار ما فعله في زيارته الأخيرة إلى واشنطن، وهي الزيارة التي أثنى بنتيجتها كبار المسؤولين الاميركيين على أداء القطاع المصرفي اللبناني وعلى قوة وشفافية هذا القطاع، الملتزم والسبّاق في تطبيق المعايير والالتزامات الدولية.
وفي السياق عينه، سياق دور اتحاد المصارف العربية في توفير الدعم للقطاع المصرفي العربي وتأمين التواصل مع مراكز القرار المالي والمصرفي في العالم يعقد في 14 – 15 تشرين الأوّل المقبل مؤتمر مصرفي عربي – أميركي في نيويورك حول البنوك المراسلة بمشاركة صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الفدرالي الأميركي، يخصص للبحث في ملف العلاقات بين المصارف العربية والمصارف الأميركية، ولا سيما أيضاً ملف العقوبات ومكافحة غسيل الأموال. وسيشكل هذا المؤتمر خطوة أساسية بالنسبة للمصارف العربية كونه يفسح المجال أمام المصارف العربية لشرح موقفها ووجهة نظرها من العديد من المسائل والملفات المطروحة.
جدير ذكره أن رئيس اللجنة التنفيذية في اتحاد المصارف العربية جوزيف طربيه ساهم لسنوات طويلة في دعم اتحاد المصارف العربية، سيما خلال رئاسته لأكثر من مرّة للاتحاد حيث وضع خبراته، وعلاقاته الواسعة مع مراكز القرار المالي والمصرفي في العالم في خدمة الاتحاد.