أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع أنه غير خائف على الجيش من الانشقاقات او ما شابه لأن الاجواء في لبنان مختلفة تماماً عن الاجواء في الدول العربية، وحادثة انشقاق احد العناصر معزولة بالزمان والمكان ولا تعبر اطلاقاً عن مناخ أو جو عام موجود بحده الادنى لا في المؤسسة ولا في قلوب الناس بالتأكيد.
جعجع، وفي حديث الى موقع “القوات اللبنانية” الالكتروني لمناسبة عيد الجيش، نوّه بقرار الرئيس تمام سلام والحكومة عدم تنظيم عيد للجيش وتخريج لضباط المدرسة الحربية بسبب الفراغ الرئاسي، لكنه أضاف: “هذا لا يعني انه لم يعد هناك عيد للجيش، فعيد الجيش موجود في قلب كل واحد منا”.
وأبدى أسفه لأن الجيش لن يحتفل هذه السنة بعيده، في ظل غياب رئيس للجمهورية، يمكن للمرة الأولى أن يكون صنع في لبنان، إلا ان النواب المقاطعين عطلوا عملية انتخاب رئيس للبلاد، وبغياب الرئيس لا إمكانية لاقامة احتفال عيد الجيش.
وردا على سؤال، رأى جعجع أن اتفاق القاهرة أخذ اللبنانيين الى حيث لا يجب، الى حمل السلاح، بعدما اصيبت المؤسسة العسكرية بالشلل وكُبّلت بالكامل وصارت رهينة القرارات السياسية ما اضطر الشعب لحمل السلاح، وقال: “الاتفاق فرض على كل اللبنانيين حمل السلاح وأنا اذكر تماماً كيف كانت بيروت قبل ذلك مدينة لا تنام، “ما كان حدا عم يتسلح ولا بالو بالتسلح والناس منصرفون الى أعمالهم”، باستثناء المجموعة المسلحة الفلسطينية وبعض المجموعات اليسارية الصغيرة، لكن بعد اتفاق القاهرة تغيرت الاوضاع.
جعجع رفض مقولة ان حرب الالغاء كانت حرب “القوات اللبنانية” ضد الجيش اللبناني”، فأكد ان هذا الامر لا يمت للواقع ولا بأي شكل من الأشكال. وقال: “القوات حينذاك كانت اخذت قرارا بحل نفسها عندما جاءت مرحلة حلّ الميليشيات، الامر الذي شكل بندا من اتفاق الطائف، وعندما وقعت حرب الالغاء كنا في مرحلة التحضير للانخراط في مرحلة الطائف وتسليم السلاح للدولة لكن ما حصل يندرج باطار الدفاع الحصري عن النفس فقط لا غير وأكبر دليل انه بعد حرب الالغاء بأقل من سنة كانت القوات حلّت الاجنحة العسكرية والامنية كلّها، وبدأنا نتحرك كحزب سياسي، والتوصيف على ان حرب الالغاء كانت حرب القوات ضد الجيش غير صحيح على الاطلاق”.
ونفى أن تكون حرب الالغاء خلقت عداء ما زال متأصلاً بين القاعدة القواتية وعناصر الجيش، وأوضح ان مؤسسات النظام الأمني هي التي ساهمت بتنمية هذا الشعور المخالف للواقع، من خلال وضع الجيش بالمواجهة كلياً عبر حلّ حزب “القوات” واضطهاد القواتيين لاحقا، واختيار وزارة الدفاع تحديداً لاعتقاله وللتوقيفات، لافتا إلى أن التحقيقات كان لتدعيم هذه الفكرة وعن سابق تصور وتصميم لتنمية الشعور السلبي الذي كان موجوداً زمن حرب الالغاء.
وقال: “إن سلطة الوصاية لعبت دوراً كبيراً في تعزيز شعور سلبي عند القواتيين تجاه الجيش بسبب الاضطهاد الذي مورس ضدهم من قبل الجيش، لان ليس الجيش من كان يأخذ القرارات بل السلطة السياسية والجيش كان مضطراً للتنفيذ. لكن كل هذا أصبح الآن من التاريخ وعندما خرجت من الاعتقال اول ما فعلته هو تعزيز فكرة المشروع السياسي للحزب، والقوات ككل والقاعدة القواتية أصبحت الآن في مكان آخر ومن صلب نضالها ترسيخ اسس دولة القانون ودعم مؤسساتها ومن ضمنها مؤسسة الجيش”.
وتوجه إلى شهداء الجيش بالقول: “بقي هم، أهالي الشهداء “الشهدا لـ ماتوا مرفوعي الرأس وماتوا في المؤسسة العسكرية الشرعية وماتوا عم بيأدوا واجبهم العسكري بأفضل شكل ممكن”، كما يصفهم جعجع، “وأنا لا اتكلم فقط عن سامر حنا الذي استشهد في سجد أو بيار بشعلاني الذي تربطني بعائلته علاقة شخصية والذي إستشهد في عرسال، انا اتكلم عن كل هؤلاء الذين ماتوا في سبيل القضية الكبرى وهي أكبر قضية ممكن أن يستشهد أحد من أجلها، وأريد ان أحيي عائلاتهم واتمنى للجيش المزيد من التنظيم والفاعلية والقوة”.