كتبت صحيفة “السياسة” الكويتية أن إعلام “حزب الله” روّج لقرب انتهاء معركة السلسلة الشرقية لجبال لبنان على الحدود مع سوريا، ضد فصائل المعارضة هناك، خصوصاً “جبهة النصرة”. وبلغ الأمر حداً من المبالغة، بحيث تم تحديد منتصف هذا الأسبوع موعداً للحسم ولطرد مقاتلي المعارضة نهائياً، ليس من جبال القلمون، بل من جرود عرسال داخل الأراضي اللبنانية. ومع اقتراب الأسبوع من نهايته تبين عدم صحة ذلك.
وقالت أوساط متابعة إن كل هذا الترويج هو ذر للرماد في العيون، فالحقيقة غير ذلك تماماً، وما يجري على الأرض هو حرب عصابات، تشنها المعارضة على قوة احتلال تتمثل أساساً بـ”حزب الله”، مدعوماً من جيش النظام السوري. ولا يكاد يمر يوم إلا ويستهدف المقاتلون المعارضون مراكز ودوريات الحزب في المنطقة، موقعين فيها خسائر فادحة. وبعد فترة من الاسترخاء، عادت قوافل تشييع قتلى الحزب تجوب القرى والبلدات، خصوصاً في الجنوب والبقاع.
واستناداً إلى معلومات مؤكدة، أكدت الأوساط أن “حزب الله” خسر في هذه الحرب الدائرة هناك أضعاف ما خسره في معركة السيطرة على المنطقة في آذار الماضي. فتلك المعركة لم تكن متكافئة من حيث العتاد والأسلحة الثقيلة، وقد ساهمت بعض الخيانات في سقوطها، خصوصاً يبرود ذات الموقع الستراتيجي، مشيرة إلى أن الخطأ الجسيم الذي ارتكبه “حزب الله”، هو أنه اطمأن إلى انتصاره واعتبر الأمر منتهياً، في حين أظهرت الوقائع لاحقاً، أن أكثر من ألفي مقاتل من المعارضة لا يزالون يحتفظون بمواقع هامة في المنطقة وهم يخوضون حرب عصابات تستنزف مقاتلي “حزب الله” يومياً. والمفارقة أن الحزب صاحب الخبرة الطويلة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، لم يستفد كثيراً من هذه التجربة، لسبب جوهري، هو أن المقاتلين في القلمون السورية هم من العناصر الجديدة الذين جندهم الحزب، بعد توالي الخسائر الكبيرة في صفوفه، بعد عامين من القتال وعلى عدد كبير من الجبهات في الداخل السوري.
وأكدت المصادر أن “حزب الله” مربك كثيراً من المعارك الدائرة على الحدود ولا يجد سبيلاً للانتهاء منها، وأكثر ما يؤرقه أنه لا يسيطر أبداً على هذه الحدود، ما يجعل عمقه اللبناني معرضاً لمخاطر جمة. وحاول احتواء الموقف واتخاذ إجراءات استباقية، من خلال إقامة مواقع عسكرية لأبناء القرى والبلدات الشيعية في البقاع، للدفاع عنها في حال نجح المعارضون السوريون في نقل المعركة إلى أرضه.