ذكرت صحيفة “الأخبار” ان التحرّكات والمواقف المعترضة على “التوافق” غير المباشر بين تيار “المستقبل” والقوى السنيّة في فريق 8 آذار، حول “تزكية” الشيخ عبد اللطيف دريان لمنصب مفتي الجمهورية، أظهرت أنها تهدف الى تحسين شروط أطراف تسعى الى تحقيق مكاسب جانبية معينة، بعدما أصبحت مواجهة تعيين دريان صعبة.
وأضح مقرّبون من الرئيس نجيب ميقاتي للصحيفة أنه أبلغ من راجعه في الأمر أنه يلتزم أي قرار يتفق عليه رؤساء الحكومات السابقون ورئيس الحكومة الحالي، مع إبدائه تحفظاً على دريان الذي تربطه به علاقة جيدة، لأن انتخابه سيحدث شرخاً بين المشايخ.
ويفضّل ميقاتي، وفق المقربين منه، تكليف أمين الفتوى في دار الفتوى الشيخ أمين الكردي تولّي مهام المفتي مؤقتاً، إلى حين التوافق على مفتٍ جديد. لكن طرحه لم يلق تجاوباً.
غير أن مصادر إسلامية متابعة أوضحت أن صراعاً إضافياً ذا طابع إقليمي يدور بين السعودية وقطر حول موضوع انتخاب المفتي، وأن القطريين الذين وجدوا أنفسهم قد خرجوا خالي الوفاض يحاولون التشويش على التوافق عبر دعمهم قوى إسلامية معترضة، كالجماعة الإسلامية وهيئة العلماء.
لكن المصادر لفتت إلى إشارات سياسية بارزة في هذا السياق، وهي أن الجهات المعنية بانتخاب المفتي تبلغت عبر قنوات معينة عدم اعتراض السوريين على الأمر، ما اعتبر بمثابة ضوء أخضر ساعد في السير بدريان مفتياً.
ومع أن المصادر أبقت احتمالاً ضئيلاً لإمكانية تطيير التسوية برمتها، يتمثل في رفض المفتي محمد رشيد قباني قبولها إلا بشروطه التي تمت تلبية أغلبها، فقد لفتت إلى أن اتصالات تجري مع هيئة العلماء لإرضائها عبر وعود بتعيين أعضاء منها في المجلس الشرعي أو قضاة شرع، وهو أمر يسري أيضاً على الجماعة الإسلامية، ولكن بشكل فردي، لأن الاتصالات مقطوعة بين قيادتها وتيار المستقبل، الطرف الذي يملك الكفة المرجّحة والكلمة العليا في دار الفتوى ومؤسّساتها.