كشفت مصادر عليمة لـ”المركزية” انّ بحثاً جدياً بدأ في اسماء عدد من الشخصيات يمكن ان يشكل احدها مشروع رئيس جمهورية من خارج نادي القادة الموارنة الاربعة، وانّ النقاش انطلق بعيد مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي المتصلة بوجوب الانتقال الى المرشحين التوافقيين والتي واكبها موقف مشابه لنائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم تطرق فيه الى ضرورة الاتجاه للبحث عن رئيس توافقي، وتعزّز بعدما بدأت القوى السياسية كافة تتلمس مدى الضرر الذي يصيب البلاد جراء استمرار الفراغ وانعكاساته البالغة السلبية على المؤسسات، ويخشى في ضوء استمراره الوصول الى مرحلة تصعب معها العودة الى الوراء. واشارت مصادر مواكبة للحراك الجاري على خط احداث خرق في الجمود الرئاسي الى انّ لائحة مصغرة يتم التداول بها راهناً تضم اسمين مرشحين للرئاسة من خارج حلبة الاصطفافات السياسية ويصنفان مستقلين ومقبولين او مرشحي تسوية، موضحةً انّ هذه اللائحة ابقيت مفتوحة امام اضافة ايّ اسم، قد يشكل مشروع رئيس اذا ما توافرت عوامل التوافق حوله. وعزت المصادر هذا التوجه الى حراك فرنسي منسق مع الفاتيكان وواشنطن لتسريع وتيرة انتخاب رئيس للبنان في ظل الاخطار المحدقة به ووسط موجة التهجير والاضطهاد التي يتعرض لها المسيحيون في بلدان الجوار، وهو ما يستوجب انتخاب رئيس مسيحي يعزز عوامل صمودهم ووجودهم في المنطقة.
الا انّ اوساطا سياسية مراقبة اكدت انّ لا قرار اميركياً حاسماً حتى الساعة في الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وانّ جل ما يهم الولايات المتحدة الاميركية راهناً هو الحفاظ على الاستقرار في لبنان، لكن تقارير دبلوماسية وردت اخيراً الى الادارة الاميركية من لبنان تضمنّت اشارات الى بدء اهتزاز الاستقرار وضرورة العمل على تحصينه، لانّ المظلة الدولية الواقية لساحته تعرضت لثقوب توجب العمل سريعا على سدها. وتحدثت عن انّ الحديث يدور راهناً في فلك اقناع القادة بالتنحي والانتقال من صفة المرشحين الى اللاعبين الاساسيين في اختيار رئيس للبنان، علماً انّ البحث جار عن تحديد دور الرئيس في هذه المرحلة والمهام المطلوبة منه ليبنى في ضوئها على الشيء مقتضاه.