ذكرت مصادر مطلعة على مجريات لقاء البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وكتلة “المستقبل” أنّ وفد الكتلة استهل حديثه مع الراعي بالقول: “جئناك وفداً متنوعاً طائفياً لأنّ كتلتنا حريصة على التنوّع وعلى أن تكون نموذجاً مطابقاً لصورة لبنان”، مشيرةً إلى أنّ الرئيس فؤاد السنيورة تطرق، في معرض التأكيد على أنّ الزيارة تأتي للإعراب عن التضامن والتعاطف مع مسيحيي الموصل والشرق، إلى الإرشاد الرسولي للبابا الراحل يوحنا بولس الثاني الذي شكل رسالة مهمة للبنان والمنطقة برمتها، وأكد من هذا المنطلق حرص وإصرار كتلة “المستقبل” على الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية بغية المحافظة على الصورة اللبنانية التي يتصدرها رئيس مسيحي.
ونقلت المصادر لصحيفة “المستقبل” عن الراعي تشديده خلال اللقاء على وجوب انتخاب الرئيس العتيد “بالسرعة القصوى”، مشيرا في هذا الإطار إلى أنّه إذا لم يستطع أي مرشح من فريقي 14 و8 آذار تأمين أكثرية الأصوات اللازمة لانتخابه، فيجب أن يكون هناك مرشح من خارج الفريقين لأنّ البلد لا يحتمل الفراغ ولأنّ الوجود المسيحي مهدّد في المنطقة، ولفت إلى أنّ مرشح “حزب الله” للرئاسة هو العماد ميشال عون، والحزب أبلغ الجميع أنه لا يستطيع التخلي عنه إلا إذا قرر عون نفسه الانسحاب من معركة الرئاسة.
لفتت المصادر إلى أنه حين تطرق السنيورة إلى تركيز مبادرة الرئيس سعد الحريري على أولوية انتخاب رئيس الجمهورية، أجابه الراعي: “المبادرة تلتقي مع ما أنادي به وأنا سبق والتقيت الحريري وكانت وجهات نظرنا متقاربة حيال هذا الموضوع”.
وأشارت المصادر إلى أنّ الراعي روى للوفد أنه خلال حواره الهاتفي الأخير مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري طالبه بدعوة النواب إلى جلسات يومية حتى انتخاب الرئيس فقال بري إنه ولو دعاهم إلى مثل هذه الجلسات فلن يحضروا. أجابه البطريرك: “فليظهر إذاً أمام الرأي العام من يعطل الانتخاب، لكن لا نستطيع أن نبقى في دائرة المراوحة التي توشك على دفع الناس إلى النزول إلى الشارع للإعراب عن انزعاجهم”.
وإذ أشارت إلى أنّ “الوفد لمس استياءً كبيراً جداً” لدى الراعي جراء استمرار الشغور الرئاسي.