محمد عايش
أغلق بنك “أتش أس بي سي”، وهو أكبر المصارف في بريطانيا، حسابات عدد من المساجد والجمعيات الإسلامية بصورة جماعية، وذلك في إطار تحوط إضافي من إدارة البنك من أجل عدم التورط في انتهاكات قانونية قد تكبده غرامات مالية، إلا أن الجمعيات الإسلامية والمساجد في بريطانيا أبدت استياءها وغضبها من التحرك الجديد للبنك.
وبعث البنك برسالة إلى مسجد “فينزبري بارك” في شمال لندن يبلغه فيها بإغلاق حسابه المصرفي، وهو واحد من أكبر المساجد في بريطانيا، إلا أنه اشتهر بسبب أن أبو حمزة المصري المتهم في قضايا إرهاب كان خطيباً ومدرساً فيه لمدة عشر سنوات، خلال الفترة من عام 1990 الى العام 2000.
ونفى بنك “أتش أس بي سي” في تصريحات أوردتها جريدة “التايمز” أن يكون القرار قد صدر على خلفية دينية أو سياسية، أو أن يكون المصرف قد تورط في سلوك عنصري ضد الجالية المسلمة في بريطانيا.
وبحسب جريدة “التايمز” فإن بنك “أتش أس بي سي” أغلق العديد من الحسابات المصرفية في إطار عمليات التحوط التي يقوم بها خشية التورط في أعمال غير مشروعة، وذلك منذ العام 2012 عندما اضطر لدفع غرامة مالية للولايات المتحدة بقيمة 1.9 مليار دولار في إطار تسوية لقضية اتهم فيها بالتورط في عمليات غسيل أموال قامت بها عصابات المخدرات المكسيكية.
وفي شهر آب/أغسطس من العام الماضي أغلق بنك “أتش أس بي سي” حسابات مصرفية تعود لـ40 سفارة وقنصلية وبعثة دبلوماسية موجودة في لندن، دون أن يبدي الأسباب لذلك، إلا أن بعض المحللين قالوا حينها إن القرار يندرج في إطار خفض النفقات التي يقوم بها البنك البريطاني ولا أسباب سياسية له بالمطلق، حيث إن العديد من حسابات السفارات والقنصليات تكبد البنك خسائر أكثر مما يستفيد من وجودها أصلاً.
وأكد مسجد “فينزبري بارك” أنه تلقى الرسالة من البنك دون توضيح الأسباب لإغلاق الحساب المصرفي له، إلا أن مدير المسجد خالد عمر قال: “نحن نعتقد أن السبب الوحيد لما فعله البنك هو حملات الإسلاموفوبيا التي تستهدف الجمعيات الخيرية في بريطانيا”.
وقال مصدر في جمعية خيرية عربية ببريطانيا إن قرار بنك (HSBC) يثير القلق بسبب أنه مفاجئ وغير مبرر، مشيراً الى أنه يأتي في وقت لا تواجه فيه هذه الجمعيات أية اتهامات رسمية من أي طرف كان، فضلاً عن أنها تخضع لرقابة مشددة داخل المملكة المتحدة وتخضع لقوانينها، بما لا يجعلها تمثل أي خطر على البنك.