تقرير خالد مجاعص
هل يكون الأسبوع الجاري حاسماً في موضوع تحديد عدد اللاعبين الأجانب في بطولة الـ2015؟ وهل أنّ شدّ الحبال بين الأندية واللاعبين سيصل إلى نهاية سعيدة، أم أنّه سيستمرّ إلى أجل غير مسمّى؟ فالأكيد أنّ هناك رغبة من اتّحاد كرة السلّة في عدم التدخّل لحسم الموضوع على نحو يدخل فيه طرفاً مع فريق ضدّ آخر، لأنّ أختياره لجهّة قد يعيد الانقسامات إلى داخل لجنته الإداريّة، وبالتالي يدخله في نفق مظلم هو في غنى عنه.
ولتبيان مدى الهوّة بين الفريقين، سنحاول إظهار الأوراق التي تستند عليها كلّ جهّة.
فالفريق الأّوّل الذي يمثّله اللاعبون وفي شكل خاصّ نجوم منتخب لبنان متضامن ومتمسّك في متابعة نظام البطولة، كما السنوات السابقة، محمّلاً الأندية مسؤوليّة سوء الإدارة في إيجاد رؤية واضحة لميزانيّاتها. كما يعتبر اللاعبون أنّ اعتماد لاعب أجنبيّ ثالث سينعكس سلباً على المنتخب اللبنانيّ من خلال تقليص عدد اللاعبين وجعلهم “كمالة عدد” للاعبين الأجانب، إضافة أيضاً إلى تقليص عددهم ومهامهم في التشكيلات الرئيسيّة. ويعتمد اللاعبون على دعم نادي الرياضي لهم عبر رفضه صيغة 3 لاعبين أجانب، حيث أكّد لموقعنا رئيس لجنة كرة السلة في نادي الرياضي تمّام جارودي أنّ “هذه الصيغة تضرب عرض الحائط مستوى اللاعبين المحليّين”، مقترحاً “اعتماد لاعب عربيّ لتدعيم الفرق التي لم تتأهّل إلى النهائيّ، والتي صعدت من أندية الدرجة الثانية، وذلك لخلق تنافس مع فرق المربّع الذهبيّ التي تملك عدداً وافراً من النجوم المحليّين”.
كذلك، يعتمد اللاعبون على دعم رئيس الاتّحاد وليد نصّار للصيغة الحاليّة من دون إجراء أيّ تعديلات. تبقى الإشارة إلى أنّ نجم كرة السلة اللبنانيّة فادي الخطيب كان قد ألمح مراراً إلى أنّ أيّ تعديل في نظام البطولة من ناحية زيادة الأجانب قد يواجه برفض اللاعبين خوض البطولة، وبالتالي عدم إمكانيّة إطلاق موسم جديد للعبة الشعبيّة الأولى.
من جهّة أخرى، فإنّ الفريق الذي يصرّ على تعديل صيغة بطولة الموسم المقبل بإدخال لاعب أجنبيّ ثالث هو أندية الدرجة الأولى. فتسعة أندية من أصل عشرة تعتبر أنّه “حان الوقت لإعادة النظر في ميزانيّاتها وأنّ صراعها للفوز بالبطولة جعلها تحت رحمة بعض اللاعبين الذي وصل أجرهم السنويّ إلى نحو غير مسبوق و غير مقبول”. وقد أفادت مصادر لموقعنا أنّ “بعض أرقام اللاعبين في الموسم الماضي اعتبرت خياليّة، كنجم منتخب لبنان فادي الخطيب (أربعماية ألف دولار أميركيّ) وجوليان خزّوع (ثلاثماية ألف دولار أميركيّ) وأحمد ابراهيم ودانيال فارس (أكثر من مئتي ألف دولار أميركيّ)، لنصل إلى مجموعة لاعبي المنتخب رودريك عقل، إيلي إسطفان، إيلي رستم، شارل تابت، فيليب تابت،… حيث يتجاوز راتب كلّ واحد منهم السنويّ الـ130 ألف دولار أميركيّ، ممّا يجعل من رواتب لاعبي الصفّ الثاني السنويّة تتراوح بين خمسين وتسعين ألف دولار أميركيّ، على الرغم من أنّ معدّل تواجدهم على أرض الملعب لم يتعدّ الدقائق القليلة. من هنا، جاءت صرخة الأندية أّنّه حان الوقت لإعادة الأمور إلى نصابها.
فرئيس نادي الحكمة نديم حكيم أكّد لموقعنا أنّ “فريق الحكمة اتّخذ القرار بتخفيض الميزانيّة، وأنّه يدعم فكرة خوض البطولة بثلاثة أجانب، وذلك بغضّ النظر عن السبب وعمّن يتحمّل وصول اللعبة إلى ما وصلت إليه”، مؤكّداً أنّه “في انتظار عودة داعم النادي جورج شلهوب لاتّخاذ القرار المناسب، خصوصاً وأنّ الأخير منزعج جدّاً من الزيول التي رافقت نهائي البطولة”.
من ناحيته، اعتبر رئيس لجنة كرة السلّة في نادي الهومنتمن غي مانوكيان أنّه “آن الأوان لتحديث نظام بطولة الدرجة الأولى عبر وضع ضوابط للاعبين اللبنانيّين، وأنّ فكرة الأجانب الثلاث تخدم بطولة الدرجة الأولى واللاعبين المحليّين على عكس ما يروّجون، وأنّهم سيستفيدون من اللاعبين الأجانب، وكذلك ستستفيد بطولة الدرجة الثانية من احتياط لاعبي الأولى لتدعيم البطولة إعلاميّاً وتقنيّاً”.
كذلك، اعتبر رئيس نادي الشانفيل إيلي فرحات أنّه “سيكون من الصعب تأمين ميزانيّة فريق في حال لن يعدّل نظام البطولة بإدخال لاعب أجنبيّ ثالث”. هذا الطرح أكّده أيضاً أمين سرّ نادي المركزيّة العائد إلى كنف الدرجة الأولى غسان فارس. إشارة إلى أنّ فارس وفرحات هما أمين عام وأمين صندوق اتّحاد كرة السلة اللبنانيّ.
كلّ هذا وإنّ دلّ على شيء فهو أنّ اجتماع اتّحاد السلّة اليوم لن يشهد أيّ قرار حول الصيغة المقترحة للبطولة المقبلة، وأنّ المراوحة ستكون هي الغالبة واللعبة هي الخاسرة. وهذا ما تعوّدنا عليه في السنوات الأخيرة في كرة السلّة اللبنانيّة.