كتبت صحيفة ” المستقبل”: مرّة جديدة أكدت عرسال وقوفها بالتكافل والتضامن مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وتقاسمت الشهادة مع الجيش الذي سقط له شهيدان فيما سقط من أبناء البلدة شهيدان مدنيان حاولا الدفاع عن فصيلة قوى الأمن الداخلي ومنع اقتحامها من قِبَل المسلحين. وبقي الوضع متوتراً حتى منتصف الليل وسط مخاوف من تزايد عدد المسلحين الوافدين إلى البلدة الذين اشترطوا إفراج الجيش عن السوري عماد أحمد جمعة للانسحاب من البلدة.
وأكدت فاعليات من عرسال لـ”المستقبل” أنّ أهالي البلدة سيواجهون هذا الوضع بثلاثية صريحة وواضحة قوامها “الجيش والشعب وقوى الأمن في مواجهة الإرهاب”.
وكان يوم عرسال الذي يُعدّ أخطر ما تعرّض له لبنان واللبنانيون بحسب بيان قيادة الجيش، وقد اشتعل مع توقيف الجيش للمدعو جمعة على أحد الحواجز المحيطة بالبلدة، وانتشار مسلحين في محيط عرسال وداخلها ومطالبتهم بالإفراج عنه قبل أن يعمدوا إلى خطف جنديين من الجيش اللذين تحرّرا في وقت لاحق، كما اقتحم المسلحون المنتمون إلى “داعش” و”جبهة النصرة” فصيلة قوى الأمن الداخلي في البلدة وأطلقوا النار على أقفال النظارات في الفصيلة وأخرجوا منها 4 سوريين كانوا موقوفين بتهمة الدخول خلسة إلى لبنان، ثم احتلوا الفصيلة وأحرقوا قسماً منها بعد خروج عناصر الدرك منها واستولوا على أسلحتهم قبل أن ينتقل العناصر ليلاً إلى منزل الشيخ مصطفى أحمد الحجيري الكائن في مبنى يضم مسجداً ومستشفى.
ووصفت مرجعية عسكرية لـ”المستقبل” هؤلاء العسكريين بـ”الرهائن” لأنّ المسلحين انتشروا في الطرق المؤدية إلى مكان إقامتهم وحوله، فيما تحدثت مصادر أخرى عن مفاوضات تجري لتحرير العناصر وعددهم عشرون مقابل إطلاق جمعة.
وقال شهود عيان لـ”المستقبل” أنّ المسلحين سارعوا فور توقيف جمعة إلى إقامة حاجز في أوّل عرسال، ثم حضرت مجموعات منهم على الدراجات النارية والـ”ATV” إلى داخل البلدة حيث انتشروا فوق أسطح البنايات، موضحة أنّ معظم هؤلاء العناصر يتبعون عسكريًا لجمعة المعروف عنه أنّه يرأس تنظيماً إسلامياً مسلحاً تابعاً لـ”جبهة النصرة” في جرود عرسال، وكان يتردّد بصورة أسبوعية إلى البلدة للاطمئنان إلى عائلته القاطنة هناك.
من جهتها، ذكرت صحيفة “النهار” أنّ الاستنفار السياسي سيواكب موقف الجيش الذي حسم خياره بالاستعداد للمواجهة بما يكفل منع مخططات المجموعات المتطرفة من تحقيق أهدافها.
وقرر رئيس الحكومة تمام سلام بحسب معلومات الصحيفة المتوافرة دعوة مجلس الوزراء الى جلسة تعقد يوم الخميس للبحث في التطورات الامنية الاخيرة، وعُلم أنّه يمكن تسريع موعد الجلسة إذا إستدعت التطورات ذلك.
وأصدرت قيادة الجيش- مديرية التوجيه بيانًا أوضحت فيه الآتي: تابعت وحدات الجيش طوال الليل وحتى صباح اليوم، عملياتها العسكرية في منطقة عرسال ومحيطها، حيث قامت بملاحقة المجموعات المسلحة والاشتباك معها. وقد سقط للجيش خلال هذه الاشتباكات 8 شهداء وعدد من الجرحى.