حسين سعد
كسر أسبوع عيد الفطر وعودة المغتربين اللبنانيين، رتابة المشهد الاقتصادي والتجاري والسياحي في صور ومنطقتها إلى حد مقبول، على الرغم من تفاوت آراء التجّار والعاملين في هذه القطاعات.
فأصحاب مؤسسات تجارية في أسواق المدينة لم يخفوا عبر «السفير» استمرار الجمود العام في الحالة التجارية، وهبوطها مقارنة مع شهر تموز من العام الماضي، بينما يسجل آخرون تحسنا في نشاط المؤسسات السياحية والخدمية المرتبطة بالنشاط السياحي، وفي مقدمها مكاتب تأجير السيارات السياحية، التي لم تبت سيارة واحدة في مرائبها، كذلك ارتفاع معدل الحجوزات في الفنادق تزامنا مع استمرار وفود المغتربين من افريقيا والخليج ودول أوروبا إلى بلداتهم وقراهم.
ضائقة اقتصادية
في هذا السياق، يرى محمد زبد (أحد أصحاب محلات الأحذية في السوق التجاري في صور) أن «حركة عيد الفطر وما قبلها، وعلى الرغم من التحسن الملحوظ، لم تكن على قدر التوقعات، إذ حافظ الجمود التجاري على وضعه».
يوضح زبد لـ«السفير» أن «النشاط التجاري وعمليات البيع والشراء كانت أفضل في العام الماضي في مثل هذه الأيام»، وهذا يعود، وفق زبد، إلى «الضائقة الاقتصادية التي يعانيها المواطنون الذين يحاولون الاقتصاد قدر الإمكان، وذلك على أساس امكاناتهم ودخلهم».
يؤكد محمد حيدر (يملك محلا للألبسة في السوق) على ما يقوله زبد، موضحا لـ«السفير» أن «نشاط الأيام المرتبطة بالعيد كانت عادية، ولم يسجل نقلة نوعية في حركة الأسواق في صور، التي اقتصرت على بعض المؤسسات المرتبطة بملابس الأولاد». ويشير إلى أن «الجمود الاقتصادي قد مضى عليه فترة طويلة نتيجة الأوضاع العامة والظروف الاقتصادية التي يعانيها الناس».
تأجير السيارات
في المقابل، يكشف خضر فران (أحد أصحاب مكاتب تأجير السيارات السياحية في صور) لـ«السفير» أن «عمل قطاع تأجير السيارات في هذا الموسم، أكثر من جيد، حيث لا توجد سيارة واحدة متوقفة عند أصحاب المكاتب منذ أسابيع»، مشيرا إلى أنه «تم حجز غالبية السيارات مسبقاً من المغتربين من أبناء المنطقة الذين يأتون بأعداد كبيرة هذا الصيف»، معتبراً أن «هذا دليل على حركة النشاط السياحي والتجاري في المنطقة التي تتمتع بخصائص لجذب الزوار والسياح، في مقدمها شاطئ صور الذي يمتلأ برواده هذه الأيام».
انعطافة ايجابية
أمام هذا الوضع، يلحظ رئيس «جمعية تجّار صور» ديب بدوي أن «الأسبوع الذي سبق عيد الفطر وأيام العيد، يشكل انعطافة ايجابية في النشاط الخدماتي على المستويات كافة، ومنها حركة البيع في محلات الألبسة والأحذية، وتحسن عمل المؤسسات السياحية (مطاعم، فنادق، ملاه، مكاتب تأجير السيارات…) التي تعززت بفعل قدوم أعداد كبيرة من اللبنانيين من دول الاغتراب لاسيما تلك التي يتواجد فيه الجنوبيون، وأبناء المنطقة على وجه الخصوص.
وعلى الرغم من الأعباء الكبيرة التي تتكبدها المؤسسات بفعل تكاليف اشتراكات الكهرباء في المولدات الخاصة، والحاجة إلى كميات كبيرة من المحروقات في ظل التقنين الحاد، يلفت بدوي الانتباه إلى أن «الاستقرار الأمني، وهدوء المنطقة يساعدان كثيرا في تحريك العجلة الاقتصادية والتجارية والسياحية التي تشكل ركائز النشاط الصيفي»، مؤكدا أن «الرهان الحقيقي يبقى على شهر آب الذي يأتي بعد انقضاء شهر رمضان، وقبل عودة المغتربين الى أعمالهم وبدء العام الدراسي».