أكدت مصادر وزارية لـ”المستقبل” أنّ جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية أمس خلصت “بالإجماع إلى تبني كل ما يطلبه الجيش وتأمين دعم مفتوح له في تصديه للإرهاب وإعادة الأمن إلى عرسال وتحرير أسرى القوى العسكرية والأمنية”.
فقد خرج سلام بعد الجلسة ليعلن محاطاً بأعضاء الحكومة “استنفار كل المؤسسات والأجهزة الرسمية للدفاع عن بلدنا والحؤول دون تحويله ساحة لاستيراد صراعات خارجية”، مؤكداً في هذا السياق أنّ “الجيش يحظى بدعم كامل من الحكومة بجميع مكوناتها التي تقف صفاً واحداً وراءه في مهمته المقدسة”.
وأوضحت مصادر وزارية لـ”المستقبل” أنّ “كل أفرقاء الحكومة حرصوا خلال الجلسة على تجنّب الخوض في أية مسائل خلافية وحصروا النقاش في كل ما من شأنه تظهير الإجماع الوزاري على دعم الجيش”، مشيرةً في هذا الإطار إلى أنّ “الرئيس سلام كان قد تمنى في مستهلّ الجلسة أن يكون هناك توافق وإجماع على الوقوف صفاً واحداً خلف المؤسسة العسكرية لكي تستطيع تنفيذ المهام الملقاة على عاتقها دفاعاً عن السيادة والمواطنين”.
المصادر أكدت أنّ “الحكومة منحت الجيش ضوءاً أخضر لاتخاذ ما يراه مناسباً من إجراءات في سبيل إعادة الأمن لعرسال وتحرير الأسرى وجبه المسلحين، بحيث جرى التشديد خلال الاجتماع على ضرورة توفير دعم مفتوح للمؤسسة العسكرية وتأمين كل احتياجاتها سواء تلك التي طُرحت في الاجتماع الأمني الأخير أو أية مستلزمات مستجدة يطلبها الجيش”.
وفي سياق سردها لبعض المواقف التي أثيرت في الجلسة، نقلت المصادر الوزارية أنه “حين طلب وزراء حزب “الكتائب” توسيع نطاق القرار الدولي 1701 كي يشمل حدود لبنان البقاعية، اعترض الوزير محمد فنيش باسم “حزب الله” على هذا الطرح معتبراً أنه لا يحل المشكلة مفضّلاً تجنب هكذا مسألة خلافية لمصلحة تأمين الدعم اللازم للجيش. في حين لفت وزير التنمية الإدارية نبيل دو فريج إلى أنّ القرار 1701 يقوم في فحواه على مؤازرة الجيش اللبناني، فإذا طلب الجيش هذا الأمر في البقاع عندها لا بد من تأييد طلبه وليتحمل من يرفض المسؤولية”.
وفي السياق عينه، أشارت المصادر الوزارية إلى أنّ وزير العدل أشرف ريفي أيّد اقتراح توسيع نطاق الـ1701، كما أيّد مطالعة وزير الإعلام رمزي جريج حول كيفية اعتماد سياسة النأي بالنفس، كما نقلت عن ريفي أنه “قدّم خلال الجلسة مقارنة بين مجريات الأحداث إبان مواجهة تنظيم “فتح الإسلام” في مخيم نهر البارد والمواجهات الجارية اليوم في عرسال، وقال: نحن تعلّمنا في المعاهد العسكرية أنّ الخيار العسكري في الأزمات هو أول شيء يتم إعداده وآخر شيء يتم تنفيذه”.
إلى ذلك، وبينما أشارت المصادر إلى أنّ وزراء من تيار “المستقبل” شددوا خلال الجلسة على كون “المواقف التي يتخذها الرئيس سعد الحريري هي التي تعبّر عن موقف تيار “المستقبل” وطالبوا بالوقوف صفاً واحداً في البلد خلف الجيش وتأمين الدعم المطلق له، لفتت إلى أنّ وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أثار ملف النازحين السوريين في ضوء أحداث عرسال فشدد على أنّ الدولة تحصد اليوم سياسة الحكومة السابقة حيال هذا الملف، مؤكداً أنّ سياسة الإنكار لا تنفع وبات من الواجب فتح ملف النازحين بصورة جدية”.