IMLebanon

الأجواء الأمنية الضاغطة أضعفت بورصة بيروت

beirut-stocks

ايلي قهوجي

الهواجس، التي كانت تنتاب الناس عموماً والمستثمرين خصوصاً من الارهاب الذي يتهدد لبنان، تبلورت على نحو واضح خلال عطلة نهاية الاسبوع التي شهدت تفجيراً خطيراً للوضع في عرسال عند السلسلة الشرقية التي تفصله عن سوريا، في تطور يستهدف، كما صرح قائد الجيش صراحة في مؤتمر صحافي، إسقاط الحدود بين البلدين على غرار ما حصل قبل شهر ونيف بين الموصل في العراق والرقة في سوريا على يد ما يسمى “الدولة الاسلامية”. وتزامن ذلك مع اهتزاز الوضع الامني في احياء طرابلس لارباك الجيش اللبناني شمالاً الذي تعرض لحملة تحريض عليه من البعض، الامر الذي استدعى انعقاد اجتماع امني طارئ في السرايا الحكومية ومجلس وزراء امس لمعالجة هذه التطورات البالغة الخطورة التي تواجه البلاد.

لذا لم يكن مستغربا أن تتزايد مشاعر القلق في أوساط المتعاملين في بورصة بيروت التي ابتعد عنها أكثر فأكثر الذين يتعاطون تجارة الصكوك المالية اللبنانية المدرجة على لوائحها لتقتصر مقاربة البعض منهم لها مرة أخرى على تزوّد سيولة بيعاً لكميات محدودة منها كلما وجد من يشتريها لاعادة ترتيب محافظه المالية العائدة اليها. وأفادت من هذه العمليات، على جاري العادة، اسهم “سوليدير” وغيرها من الصكوك، فمضت أسهم هذه الشركة تتقلب نزولاً بين أعلى على 12,63 دولاراً وأدنى على 12,31 دولاراً لتقفل الفئة “أ” منها بـ12,47 دولاراً في مقابل 12,86 الجمعة الماضي (ناقص 3,03 في المئة) والفئة “ب” بـ12,35 دولارا في مقابل 12,62 في الفترة عينها (ناقص 2,13 في المئة) من جهة، فيما تباين اتجاه صكوك المصارف التي جرى تداولها بين ارتفاع أسعار شهادات ايداع “بنك عوده” واسهمه المدرجة من 6,21 دولارات الى 6,25 (زائد 0,64 في المئة) ومن 6,30 دولارات الى 6,35 (زائد 0,79 في المئة) توالياً وأسعار أسهم “بنك بيبلوس” التفضيلية – 2009 من 100,00 دولار الى 100,50 (زائد 0,50 في المئة) وتراجع أسعار أسهمه العادية من 1,62 دولار الى 1,60 (ناقص 1,23 في المئة)
واستقرار أسعار شهادات ايداع “بنك لبنان والمهجر” على 9٫35 دولارات، من جهة أخرى.
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بتراجع مقداره 6٫29 نقاط ونسبته 0٫53 في المئة على 1189٫04 نقطة، في سوق ضعيفة وحذرة تبودل فيها 22183 صكاً قيمتها 132129 دولاراً، في مقابل تداول 9232 صكاً قيمتها 165128 دولاراً الجمعة الماضي.
في الخارج، لم يطرأ تغيير يذكر على علاقة الصرف بين الأورو والدولار في أسواق القطع العالمية لايثار المستثمرين المؤسساتيين انتظار ما سيصدر من قرارات عن هيئة السياسة النقدية التابعة للمصرف المركزي الأوروبي لدى اجتماع مجلس حاكميته الدوري الخميس بعدما اطمأنوا الى عدم اقدام الاحتياط الفيديرالي على رفع أسعار الفائدة الأميركية في المدى المنظور غداة صدور أرقام البطالة في الولايات المتحدة في تموز والتي أظهرت تباطؤاً ملحوظاً في نمو الوظائف غير الزراعية فيها وارتفاعاً مفاجئاً لعدد العاطلين عن العمل. إلا أن ذلك لم يكن من شأنه دعم الأورو بعد صدور بيانات احصائية في منطقته غير داعمة له بدءاً من هبوط مؤشر Sentix الذي يقيس تطور شعور المستثمرين في منطقته من 10٫1 في تموز الى 2٫7 في آب، للمرة الاولى منذ سنة، وارتفاع أسعار الانتاج فيها بنسبة 0٫1 في المئة فقط في حزيران عنه في أيار وبوتيرة سنوية ناقص 0٫8 في المئة، في اشارة الى وقوع الاقتصاد فيها بانكماش الأسعار déflation. وقد تداخلت كل هذه الاعتبارات لتجعل الأورو يقفل في نيويورك بـ 1٫3420 دولار في مقابل 1٫3425 الجمعة الماضي، في تطور أبقى المعادن الثمينة في دائرة الضعف، فأقفلت أونصة الذهب بـ 1288٫50 دولاراً في مقابل 1294٫50 وأونصة الفضة بـ 20٫19 دولاراً في مقابل 20٫35 في الفترة عينها.
وفي أسواق الأسهم، عانت الأوروبية منها بقيادة بورصات امستردام وفرانكفورت وزوريخ وغيرها التأثير الاقتصادي للعقوبات الغربية المفروضة على روسيها الذي حجب الارتياح الى الاتفاق الذي تمّ التوصل اليه لانقاذ “بنك اسبيريتو سانتو” البرتغالي، فأقفلت بتراجع راوح بين 1٫26 في المئة في زوريخ و0٫17 في المئة في مدريد. إلا أن الأسهم الأميركية، خلافاً للأوروبية، لقيت دعماً من النتاج الفصلية الجيدة لشركات عدة بقيادة “بيركشاير هاثاواي” وغيرها كما من انقاذ اكبر مصرف في البرتغال، إذ أقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بارتفاع مقداره 75٫91 نقطة على 16569٫28 نقطة و31٫25 نقطة على 4383٫89 نقطة توالياً.