طارق أبو حمدان
ما زال وضع التغذية بالتيار الكهربائي في منطقة حاصبيا وقرى العرقوب دون 10 ساعات يوميا، على الرغم من الورش الفنية القائمة هناك. فأخيراً، أعادت الورش في المنطقة تبديل وتأهيل خطوط التوتر العالي التي تربط شبكات قرى المنطقة عبر مخرجي شبعا وحاصبيا، بمحطة التغذية الرئيسية في مرجعيون وبطول حوالي 15 كلم. وأنجزت الورش أيضاً، تركيب 30 محولا جديدا بدل المحولات القديمة، موزعة في أحياء القرى الداخلية، بهدف تقوية التيار الذي لم يكن يتجاوز الـ160 فولتا من أصل 220 فولتا، وقد استغرق هذا العمل حوالي شهرين، ذاقت خلاله المنطقة الأمرين جراء التقنين القاسي الذي كان يتجاوز الـ16 ساعة يوميا.
وتوضح مصادر متابعة لملف الكهرباء في المنطقة لـ«السفير» أن «تقوية التيار الكهربائي، التي لقيت استحسان الأهالي وأصحاب المصالح والمؤسسات الصناعية والتجارية، لم تطل التغذية التي لم تتحسن، لتتراوح بين 9 إلى 12 ساعة يوميا فقط، وهو البرنامج المتبع نفسه منذ فترة طويلة».
وتلفت هذه المصادر الانتباه إلى أن هذا الوضع «أنعش حركة المولدات الخاصة، كما في كل المناطق اللبنانية»، مشيرة إلى أن «تسعيرة اشتراك الـ5 أمبير في منطقتي حاصبيا والعرقوب تتراوح حالياً بين 120 و150 ألف ليرة شهريا»، مضيفة «كما لجأ أصحاب بعض المولدات إلى فرض العدادات على المشتركين، في محاولة للحد من أعمال السرقة وضبط المصروف بدقة. علما أن تيار هذه المولدات الخاصة، منخفض في معظمه، ولا يتجاوز الـ160 فولت، ما يؤدي إلى تعطل المعدات الكهربائية المنزلية وبخاصة الغسالات والبرادات وأجهزة التبريد والتدفئة».
في المقابل، ينعم أصحاب المنتزهات في وادي الحاصباني كما محطة مياه حاصبيا بتيار كهربائي على مدار الساعة منذ حزيران الماضي، لكن هذه «النعمة الكهربائية»، تتأثر في فترات عدة بتقنين مفاجئ غير معلن، على خلفية أعطال تتعرض لها الشبكة، ما يوقعها في احراج أمام الزبائن، فاضطرت معه إلى تأمين مولدات كبيرة لتغطية ساعات التقنين.
ويفيد رؤساء بلديات «السفير» بأن تقنين التيار الكهربائي، يعود سلبا على التغذية بمياه الشفة في معظم القرى، حيث مشاريع المياه من آبار ارتوازية ومضخات تعمل على التيار. وهنا ترتفع الشكوى ضد مصلحة كهرباء لبنان، بحيث يرفض القيمون عليها هذا الإدعاء، معتبرين أن 10 إلى 12 ساعة تغذية يوميا، تكفي حاجة القرى اذا تم تشغيل مضخات المياه بشكل جيد ومدروس. في حين يؤكد مصدر في «مؤسسة مياه لبنان الجنوبي» لـ«السفير» أن «التيار الكهربائي الذي يغذي المحطات، يتأرجح بين 220 و170 فولتا، وهذا التفاوت في القدرة، يعطل المضخات في كثير من الأحيان، لتكون كلفة اصلاحها مرتفعة وعلى حساب المؤسسة».