مصادر خبيرة في شؤون الحركات الجهادية ومتتبّعة عن كثب لنشاطها قالت لصحيفة “الراي” الكويتية ان “الدولة الاسلامية” أفشلت مخطط أمير “جبهة النصرة” ابو محمد الجولاني بإعلان إمارته انطلاقاً من لبنان، وقلبت الطاولة رأساً على عقب بانشقاق امير القلمون عماد أحمد جمعة ونقل بندقيّته من كتف الى آخر قبل ايام حين قام باعلان ولائه لداعش”.
وكشفت مصادر أمنية مهتمة بحركة تلك الجماعات ان الجولاني كان يتحضر لاعلان الامارة الاسلامية في سعي منه لتقليد اميره السابق أبومحمد البغدادي الذي اعلن الخلافة من الموصل، مشيرة الى ان الجولاني كان يتهيأ للانقضاض على مناطق ومدن عدة في شرق لبنان، خصوصاً في البقاع الغربي وبعلبك ورأس بعلبك وعرسال واللبوة، وذلك من خلال مخطط اوعز به الى القائد الميداني عماد احمد جمعة، الذي كان يتبع له، ولافتة الى ان جمعة كان استعدّ على رأس مئات من المقاتلين للانقضاض على مراكز الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي دفعة واحدة ليعلن امارة اميره السابق الجولاني على تلك المناطق اللبنانية.
وأوضحت المصادر عيْنها ان عوامل عدة افشلت هذا المخطط، ومن اهمها:
* دراية “حزب الله” بمخطط جبهة النصرة وبقرب موعد اعلان امارتها في لبنان، وهو ما جعل الحزب يقوم بخطوات استباقية عبر نشر وحدات خاصة من قواته على طول الحدود من الجانب السوري، ومهاجمة مواقع المسلحين لضربهم في عقر دارهم، وهو الامر الذي أوقع خسائر كبيرة في صفوفهم. وكان “حزب الله” استخدم تقنية مراقبة الاتصالات والاستخبارات داخل صفوف الحركات الجهادية، كما استخدم الطائرات من دون طيار لمراقبة حركتيْ “النصرةط و”داعش” وغيرهما على طول الشريط الحدودي الممتد من القصير وبلدة الطفيل واللبوة نزولاً الى الزبداني، ثم اخذ المبادرة بالهجوم على المسلحين الذين وقع منهم حتى اليوم اكثر من 203 قتلى وعدد كبير من الجرحى.
* افشال مشروع “النصرة” نتيجة اعلان عماد احمد جمعة انشقاقه عنها ليتلقفه ابو حسن الفلسطيني امير “داعش” في لبنان، حيث قام جمعة باعلان البيعة لامير المؤمنين البغدادي القرشي قبل ايام من ساعة الصفر للهجوم على الاراضي اللبنانية، وهو ما افضى الى التخبط الذي اصاب ليس فقط المراقبين بل حتى المقاتلين على الارض في عرسال الذين اشتبه عليهم القتال تحت راية “النصرة” او “داعش”، مما اخرج جبهة النصرة من جحرها لتعلن وبصراحة ان لا شأن لها بأحد قادتها السابقين الموقوف في وزارة الدفاع اللبنانية، اي عماد احمد جمعة، وهي ارادت بذلك ان تحافظ على بعض المكتسبات لتقول انها مستعدة للانسحاب من عرسال من خلال اتفاق مع الجيش اللبناني.
واكدت مصادر مهتمة ان الدولة الاسلامية اوعزت لأمير السابق عماد احمد جمعة بالمضي في مخطط جبهة النصرة والحفاظ عليه كما كان ولكن تحت راية الدولة الاسلامية لتقصم ظهر الجولاني مرة ثانية بعد ان طردته من امكنة عدة من سورية ولتستولي منه على امارة لبنان. واضافت: “تأكيداً على ذلك، تبنى موقع “الدولة الاسلامية” الالكتروني نشر الانشقاق الوهمي لعناصر من قوات الامن الداخلي من سنّة وشيعة ومسيحيين وانضمامهم المسرحي الى الدولة الاسلامية ليقول موقع الدولة الرسمي لولاية دمشق ليس فقط انها تتبنى الحركة الجهادية العرسالية بل انها تدير العملية من خلال قيادتها الرسمية الاساسية لان منطقة القلمون وعرسال ولبنان تتبع لولاية دمشق في الدولة الاسلامية”.
واشارت هذه المصادر الى ان ما يحصل اليوم على ارض عرسال قد قلب السحر على الساحر إن بالنسبة الى الدولة الاسلامية او لجبهة النصرة، اذ هرع المقاتلون ويبلغ عددهم بحسب التقديرات الاستخباراتية نحو 2000 مقاتل الى داخل مدينة عرسال التي كانت تُعتبر المصيف والملجأ ومكان الاستجمام والمشفى ومأوى العائلات لجميع المقاتلين الذين هربوا من القصير ويبرود ومزارع ريما ورنكوس والزبداني الى داخلها ليجدوا بيئة حاضنة تحميهم، اما اليوم وبعد ان انفجر الوضع وكُشفت الامور كما هي فان الجيش اللبناني لن يتوقف عن العملية العسكرية داخل عرسال، خصوصاً بعدما سقط القناع وهو الامر الذي يعرض القاعدة الاساسية للدولة الاسلامية والنصرة للضرب المباشر وهذا ما سيكشف ظهورهم في منطقة القلمون حيث نشطت قوات النخبة لـ”حزب الله” المصممة على انهاء هذه المعركة مدعومة من الطيران السوري الذي يقصف جرود عرسال وطول شريط القلمون يومياً.
وابلغت هذه المصادر الى ان عماد احمد جمعة ادلى بمعلومات مهمة ترسم السيناريو والمخطط الذي كان ينوي تنفيذه على الاراضي اللبنانية، وما زال يغرد في وزارة الدفاع رغم عدم وصول اشعة الشمس اليه، مشيرة الى ان لبنان نجا فعلياً من موصل ثانية.