عاد التراجع إلى تعاملات أسواق المال المحلية في الإمارات نتيجة استعجال جني الأرباح والتي تركزت على أسهم الشركات التي حققت ارتفاعاً جيداً في اليوم السابق، الأمر الذي دفع بالقيمة السوقية لأسهم الشركات المتداولة لخسارة نحو 3.2 مليارات درهم مغلقة عند مستوى 784.8 مليار درهم بحسب الإحصاءات الرسمية، وانخفض سهم إعمار إلى 9.99 دراهم بعدما تمكن في جلسة الاثنين من كسر حاجز 10 دراهم ولحق به أرابتك إلى 4.21 دراهم والاتحاد العقارية 2.13 درهم، كما هبط سهم الدار إلى 3.67 دراهم وإشراق 1.37 درهم، ما يعني أن الضغط الأكبر على الأسواق جاء من قطاع العقار.
ومع عودة الانخفاض إلى القطاع العقاري فقد تراجع المؤشر العام لسوق دبي المالي 0.87% مغلقا عند مستوى 4842 نقطة، فيما تراجع المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية إلى 4962 نقطة وبنسبة 0.43% مقارنة مع جلسة أمس الأول، وانعكس الأداء في السوقين على المؤشر العام لسوق الإمارات المالية المغلق عند 5225 نقطة بخسارة نسبتها 0.41%.
وشهدت جلسة أمس، تراجعاً في حجم السيولة المتداولة وبلغت قيمة الصفقات المبرمة 1.2 مليار درهم وعدد الأسهم المتداولة 490 مليون سهم، نفذت من خلال 9772 صفقة، سجلت في أغلبيتها لصالح أسهم العقار.
وقال الخبير المالي حسام الحسيني إن عمليات شراء استباقية نفذت على سهم إعمار قبل إفصاح الشركة عن بياناتها المالية أعقبها بيع على السهم أمس، ما شكل عنصر ضغط على السوق، مشيرا إلى أنه وبرغم التراجع المسجل في السوقين إلا أن عمليات البيع لم تكن كبيرة الأمر الذي يعني أن الأسهم بإمكانها العودة إلى نشاطها بمجرد تحسن أحجام السيولة التي انخفضت مقارنة بمعلاتها السابقة. وكان عدد الشركات التي تم تداول أسهمها بلغ 59 من أصل 120 شركة مدرجة في الأسواق المالية.
وحققت أسعار أسهم 21 شركة ارتفاعاً في حين انخفضت أسعار أسهم 37 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات. وتصدر سهم «شركة إعمار العقارية» المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطاً حيث تم تداول ما قيمته 244 مليون درهم موزعة على 24.26 مليون سهم من خلال 1857 صفقة.
وجاء سهم «شركة أرابتك القابضة» في المركز الثاني، حيث تم تداول ما قيمته 186.23 مليون درهم موزعة على 43.84 مليون سهم من خلال 1290 صفقة.
وكانت التعاملات في سوق دبي المالي انطلقت على هدوء مائل للتراجع الطفيف تحت ضغط من عمليات جني أرباح سريعة تركزت في أغلبيتها على الأسهم التي ارتفعت في اليوم السابق بعد إعلان النتائج المالية لبعض الشركات القيادية والتي أظهرت نمواً جيداً في ربحيتها خلال النصف الأول من العام الجاري.
وأسهم استعجال شريحة من المتداولين الذين يعتمدون نهج المضاربة في دفع شريحة من صغار المستثمرين للبيع في الساعة الأولى من عمر الجلسة مما رفع من نسبة الانخفاض في الأسعار والتي اعقبها دخول سيولة ذكية بعد ذلك اتجهت إلى ذات الأسهم التي انخفضت، ما قلص من التراجع، لكن اتضح أن هذه السيولة كانت للمضاربة وهو ما ظهر جليا من خلال استمرار تأرجح الاسهم بنسب متفاوتة ضمن المربع الأحمر حتى إغلاق التعاملات التي خسر خلالها المؤشر جزءاً من المكاسب التي حققها في جلسة امس الأول.