أكدت مصادر مواكبة لوساطة هيئة العلماء أن قيادة الجيش ومن خلفها السلطة السياسية، لا تمانع إعطاء الهيئة فرصة للتفاوض مع المجموعات المسلحة طالما أنها أبدت رغبتها في الانسحاب من عرسال، لكنها تبقى حذرة من أن يطول أمد التفاوض لقطع الطريق على المجموعات من أن تفرض أمراً واقعاً يحوّل البلدة وأهاليها رهائن لديها، وهذا ما يكمن وراء تأكيد قائد الجيش جان قهوجي أمام زواره أن معركة الجيش ضد الإرهابيين والتكفيريين مستمرة وإصراره على استعادة العسكريين المفقودين لأن المعركة ليست إلا حلقة في أشكال مواجهة الإرهاب أينما كان.
ولفتت المصادر لصحيفة “الحياة” الى أن الكرة الآن في مرمى المسلحين وأن إمهالهم بعض الوقت للخروج من البلدة لا يعني أبداً السماح لهم بأن يلتقطوا أنفاسهم، خصوصاً أن وحدات الجيش بعد وصول التعزيزات العسكرية إليها تمكنت من استرداد معظم المواقع التي كانت تشغلها، وهي تحقق تقدماً باتجاه المسلحين الذين يتجاوز عددهم ألفي مسلح يتخذون من أهالي البلدة ومنازلهم دروعاً بشرية ويمارسون كل أشكال الإرهاب عليهم حتى لو اضطروا الى استخدام الرصاص الحي كما حصل ويحصل لردعهم عن مطالبتهم لهم بإخلاء بلدتهم، وهذا ما أدى الى سقوط ضحايا وجرحى.
وأكدت المصادر عينها أن الفترة الزمنية لوساطة العلماء محدودة ولن تكون مفتوحة لأن لا مصلحة في تمديدها الى ما لا نهاية.
وفي سياق آخر ذكرت الصحيفة أن الرئيس سعد الحريري ومعه رئيس كتلة “المستقبل” فؤاد السنيورة واصلا طيلة ليل الإثنين اتصالاتهما بقائد الجيش وبعدد من النواب المنتمين الى الكتلة ممن كانوا اتخذوا مواقف لا تنسجم مواقفهما وعادوا عنها، وأكدوا دعمهم للجيش ضد المجموعات الإرهابية.