يعتبر انتشار البطالة بين الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التحدي الأكبر، إذ تبلغ نسبة البطالة 27 في المائة، وهي الأعلى في العالم.
ورغم أن نسبة البطالة في الأردن، تعتبر أعلى قليلا من المتوسط، إلا أن الحكومة الأردنية تسعى إلى تكثيف الجهود من خلال تخصيص الموارد اللازمة لتمكين الشباب والحد من أزمة البطالة.
وقد تعتبر ورشة عمل صغيرة لإصلاح السيارات قصة نجاح متواضعة لمشكلة كبيرة في المنطقة، وإحدى أبسط الجهود الرامية إلى إيجاد حلول جذرية للحد من ارتفاع معدل البطالة بين الشباب في الأردن.
ويقول خليل أنور(23 عاماً)، وهو من بين أحد الشباب الذين استفادوا من برامج التدريب المهني: “لقد تعلمت عدة أمور مثل كيفية مراقبة السيارة باستخدام جهاز إلكتروني، وكيفية تعبئة الغاز بطريقة صحيحة باستخدام الجهاز ذاته.”
ويذكر أن هذه البرامج وضعت لدعم الشباب، والسعي من أجل تحسين الاقتصاد ومشاريع الأعمال الصغيرة التي تفتقر إلى اليد العاملة المؤهلة.
وينطوي التحدي الأهم في تضييق الفجوة بين برامج التدريب وعدد الملتحقين بها، واحتياجات سوق العمل.
ومن جهة أخرى، تعمل منظمة العمل الدولية مع النقابات التجارية، وشركات القطاع الخاص من أجل تحديد متطلبات سوق العمل وتوفير برامج تدريبية.
ويعتبر برنامج أكاديمية السيارات من بين برامج التدريب الرائدة.
وفي هذا السياق، يوضح ياسر علي من منظمة العمل الدولية أن “هذا الأسلوب في التفكير يعتبر بمثابة خطوة لمعالجة أزمة البطالة بين الشباب،” مضيفاً أن “الأمر يتطلب إشراك جميع الأطراف من أجل نجاح هذه العملية”.
وأثبتت النتائج الأولية لتلك البرامج فعاليتها. ويشرح أحد المدربين في هذه البرامج، يوسف رحال، أنه أجرى تدريباً لحوالي 200 طالب وطالبة، فضلاً عن توظيف ما نسبته 89 في المائة من المتدربين.
ولفت علي إلى أنه “يوجد فروقات جذرية بين الملتحقين في البرامج التدريبية،” موضحاً: “يفتقر المتدربين إلى المهارات المطلوبة، وغالبيتهم يحمل الشهادة الثانوية، فيما تسرب آخرون من المدرسة،” مضيفاً أن “أعمار الشباب تتراوح بين 17 و20 عاماً.”
وتجدر الإشارة، إلى أن هذه البرامج لا تقتصر على المدن فقط، إذ تسعى الحكومة الأردنية إلى فتح آفاق جديدة في المناطق المهمشة مثل المناطق الريفية.
ويتم حالياً تشغيل حوالي 50 امرأة في مصنع للنسيج في محافظة المفرق. واستفادت النساء من برنامج التدريب المهني الذي بنى أفق جديد في مجتمع محلي مهمش.
وتقول إحدى السيدات العاملات في المصنع إن “الطلب على اليد النسائية العاملة في المصنع يعتبر مرتفعاً، وكل شيء متوفر بالنسبة إلينا”.
وترى رويدة ثامري، وهي عاملة أخرى أن العمل في المصنع أتاح لها فرصة التعرف إلى أشخاص آخرين، فضلا عن امتلاك مهارة التواصل مع مديرها وزملائها في العمل.
من جانبه، أكد أحد شيوخ العشائر في المفرق، نمر الفواز أن إحراز مثل هذا التقدم أصبح ممكناً نتيجة الحوار مع الأهالي بهدف تقديم الدعم للنساء ودخولهن سوق العمل، ما يعد بمثابة تطور ثقافي بحد ذاته.”
وأضاف الفواز: “نحن بحاجة إلى المزيد من برامج التدريب، فضلاً عن ضرورة التركيز على إنشاء شركات إنتاج في المنطقة”.