Site icon IMLebanon

14 آذار: رسالة رفض تبرئة “حزب الله”

 

كتبت صحيفة “النهار”: اذا كان الموقف السياسي العام في البلاد شكل في اليوم الخامس للمواجهة التي يخوضها الجيش مع الإرهابيين في عرسال أوسع إجماع لبناني على دعم الجيش، فإن ذلك لم يحجب من الناحية السياسية الداخلية دلالات بارزة لسلسلة مواقف أطلقتها القوى السياسية الاساسية في الساعات الاخيرة. ولعل ابرز هذه المواقف تمثلت في ما خلصت اليه قوى “14 آذار” في اجتماعها مساء الثلاثاء وكتلة “المستقبل” و”تكتل التغيير والاصلاح” في الوقت نفسه.

يستدلّ بوضوح من بياني “14 آذار” و”المستقبل” نقطة بارزة هي الفصل التام بين دعم الجيش دعما لا تحفظ عنه ولكن من دون المهادنة بشأن تحميل “حزب الله” تبعة اساسية في نشؤ المواجهة بفعل تورطه في الحرب السورية كمسبب اساسي لاستدراج الإرهابيين التكفيريين الى عرسال. وإذا كانت بعض أوساط “8 آذار” تراهن على أنّ موجبات دعم الجيش ستحمل “14 آذار” على عدم العودة الى الضرب على وتر اتهام الحزب بتبعة استدراج النار السورية وتداعياتها الى لبنان، فإنّ بياني قوى 14 آذار و”المستقبل” جاءا حادّيْن جداً لجهة الحملة الواسعة التي طاولت الحزب ولو من ضمن الدعوة الى خطة إنقاذية تشمل اعادة المطالبة بتعويم بيان بعبدا وتوسيع تنفيذ القرار 1701 ليشمل الحدود الشرقية مع سوريا ومنع حركة تسلل المسلحين في الاتجاهين، وسحب “حزب الله” من سوريا.

وتقول أوساط “14 آذار” أنّ الحل الوحيد الذي يمكن من خلاله مهادنة “حزب الله” سياسيا اذا شاء مراجعة مساره التورطي، ولن تكون هناك اي مهادنة في المضي في تحميله مسؤولية التضحيات الضخمة التي يدفعها الجيش في المواجهة المستمرة. وإذا كان الحزب راهن على ان الموقف الذي يملي دعم الجيش سيجعله يستفيد من حجب مسؤوليته الاساسية في الانفجار الحاصل، فقد جاءه الجواب قاطعا الثلاثاء، كما تقول هذه الاوساط التي تضيف أنّ “ثمة لدينا معطيات أخرى تتصل بالواقع الميداني أحجمنا عن ذكرها ولن نفعل والحزب يعرف اننا نعرفها ولا داعي لمزيد”.

أمّا الجانب الاخر الضمني في موقف 14 آذار فيبرز في ردّ ضمني أيضًا على رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط الذي عمد من بداية المواجهة الى “تبرئة” حزب الله من تبعة الحدث العرسالي، واعتباره أنّ لا رابط بين تورّط الحزب في سوريا وهجمة الإرهابيين كما لو انه يسقط منطق 14 آذار. وجاء بيانا “المستقبل” و”14 آذار” ليشكلا ردًا ضمنيًا عليه ولو من دون أي مقاربة لموقفه مباشرة أأأو بالتورية.

ويبقى موقف العماد ميشال عون الذي دعا الى التفاوض مع النظام السوري (الدولة السورية كما قال) لا مفاوضة “داعش”، وهو الامر الذي تدرجه أوساط 14 آذار في اطار عدم استعداد الجنرال لاستيعاب التطورات بعيدا عن طموحاته الرئاسية وهو موقف سيرتب عليه في رأيها مزيدا من الخسائر خصوصا ان صمت عون طوال ايام المواجهة الأربعة وخروجه اخيراً بهذا الموقف وضعه في خانة لا يحسد عليها.