ايلي قهوجي
بين الاعلان عن هدنة في عرسال ثم عن خرق المسلحين إياها بقاعاً واستمرار الاعتداءات على الجيش اللبناني في بعض أحياء طرابلس شمالاً، ظل الوضع في البلاد على حاله من الحذر والترقب أمس أيضاً في انتظار ما ستفضي اليه الاتصالات في شأن انسحاب المعتدين على هذه البلدة والافراج عن العسكريين الذين اختطفوهم… كما كان للتحذير الذي أطلقه قائد الجيش من خطورة الوضع في مناطق التوتر والذي تتطلب مواجهته تجهيزات وآليات عسكرية تفتقر اليها هذه المؤسسة، مستعجلاً الدول المعنية تزويدها الأسلحة المطلوبة في أقرب وقت للدفاع عن لبنان واستقراره، انعكاسه أيضاً على الأجواء التي تتحكم بالأسواق المالية اللبنانية. وأدى ذلك الى بقاء النشاط ضعيفاً في بورصة بيروت لغياب المبادرات في اتجاه التوظيف في الصكوك المالية المدرجة على لوائحها في كل ما يتعدى العمليات الروتينية التي لا مناص منها لتزود البعض سيولة يحتاج اليها بيعاً لكميات منها كلما وجد في السوق من تتوافر لديه مثل هذه السيولة لشرائها بالأسعار المعروضة بها. وأفادت من هذه العمليات أسهم “سوليدير”، فراحت أسعارها تتقلب بين أعلى على 12٫92 دولاراً وأدنى على 12٫50 دولاراً الى أن أقفلت الفئة “أ” منها بـ 12٫57 دولاراً في مقابل 12٫52 أول من أمس (زائد 0٫39 في المئة) والفئة “ب” بـ 12٫82 دولاراً في مقابل 12٫51 في الفترة عينها (زائد 2٫47 في المئة) في قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري. كذلك انعكست على أسهم “بنك عودة” المدرجة التي تراجعت أسعارها من 6٫35 دولارات الى 6٫30 (ناقص 0٫76 في المئة) فيما استقرت أسعار أسهم “البنك اللبناني للتجارة” التفضيلية – B على 100٫00 دولار وC على 100٫00 دولار أيضاً مع أسهم “بنك بيروت” التفضيلية – I على 25٫75 دولاراً وأسهم “بنك بيبلوس” التفضيلية – 2008 على 100٫50 دولار والذي استقرت أيضاً أسعار أسهمه العادية على 1٫60 دولار في قطاع المصارف.
وتبعاً لذلك، ومع أخذ تراجع أسعار أسهم “رسامني يونس للسيارات” (ريمكو) في 3٫50 دولارات الى 3٫40 (ناقص 2٫85 في المئة) في قطاع التجارة في الاعتبار، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بارتفاع جديد مقداره 1٫46 نقطة ونسبته 0٫12 في المئة على 1192٫84 نقطة، في سوق أقل نشاطاً إذ تبودل فيها 40056 صكاً قيمتها 429251 دولاراً، في مقابل تداول 61302 صكين قيمتها 491296 دولاراً أول من أمس.
في الخارج، استمرت الضغوط على الاورو في أسواق القطع العالمية دافعة به نزولا نحو عتبة الـ 1,3330 دولار فترة، في تطور عزاه الخبراء الاقتصاديون الى تصاعد المخاوف من الصراع في اوكرانيا بعدما تردد عن إرسال روسيا 20 ألفاً من جنودها الى الحدود الشرقية لهذا البلد. الى ذلك، كان لوقوع الاقتصاد الايطالي في الانكماش بعد تراجع الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 0,2 في المئة في الفصل الثاني الى 0,1 في المئة في الفصل الاول 2014، تأثيره الضاغط على العملة الاوروبية الموحدة، وخصوصاً بعد اعلان المانيا ان الطلبات الصناعية فيها انخفضت مجدداً بنسبة 3,2 في المئة في حزيران في مقابل 1,6 في المئة في أيار عشية اجتماع مجلس حاكمية المصرف المركزي الأوروبي اليوم والذي يتوقع أن تصدر عنه مقررات نقدية تحفيزاً للاقتصاد في منطقته قد تكون لها انعكاسات سلبية على الاورو. كما كان لتراجع العجز التجاري الاميركي بنسبة 7,15 في المئة في حزيران الى 41,5 مليار دولار في مقابل 44,7 ملياراً في ايار نتيجة تراجع الواردات بنسبة 1,2 في المئة الى 237,4 ملياراً وارتفاع الصادرات بنسبة 0,1 في المئة الى 195,9 ملياراً في حزران، تأثيره الداعم للورقة الخضراء على حساب الاورو الذي أقفل في نيويورك بـ1,3378 دولار في مقابل 1,3375 أول من أمس، في تطور سلّط الأضواء على المعادن الثمينة ملاذاً وجعل أونصة الذهب تقفل بـ1307,00 دولارات في مقابل 1288,30 وأونصة الفضة بـ20,07 دولاراً في مقابل 19,78 في الفترة عينها.
وفي أسواق الأسهم، تحوّلت الأوروبية منها الى التراجع تحت ضغط التوترات في أوكرانيا والمخاوف المتعلقة بتعافي الاقتصادات في القارة العجوز في ضوء ما صدر من بيانات احصائية في ايطاليا والمانيا عشية اجتماع المركزي الاوروبي اليوم، فأقفلت بورصات هذه المنطقة بخسائر راوحت نسبتها 4,07 في المئة في لشبونة و0,26 في المئة في فرانكفورت مروراً بـ0,61 في المئة في باريس. الا ان وول ستريت، التي فتحت على انخفاض وسط مخاوف من تصاعد الصراع على الحدود الاوكرانية – الروسية وانهيار صفقتي استحواذ ودمج مجموعة “تايم وورنر” بـ80 مليار دولار و”تي موبايل” بـ30 ملياراً، عادت الى التماسك بعد تقلص العجز التجاري الاميركي في حزيران، فأقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بارتفاع طفيف مقداره 13,87 نقطة على 16443,34 نقطة و2,22 نقطتان على 4355,06 نقطة.