أكّدت مصادر مطلعة على أجواء الزيارة الجنبلاطية إلى الرابية أن أمين عام “حزب الله” السيّد حسن نصر الله كان قد ابلغ رئيس “جبهة اللقاء الوطني” النائب وليد جنبلاط خلال لقائهما قبل عدّة أيام وقوف الحزب خلف العماد ميشال عون في الملف الرئاسي، وأن اي بحث في هذا السياق يتم مع الرابية وليس مع الحزب، ناصحاً جنبلاط بالتواصل مع عون، والبحث معه في مختلف الملفات العالقة.
وكشفت المصادر أنّ لقاء عون – جنبلاط تمّ تحت عنوان: “كيف يمكن أن ننقذ لبنان من الخطر التكفيري الداهم”؟ وقالت هذه المصادر أنّ جنبلاط لم يحمل طرحًا أو مبادرة محدّدة لكنّه يتحرك منطلقاً من الخطر الداهم والقلق على المصير، ويدعو الى سد الفجوات الحائلة دون ملء الشغور الرئاسي، بسبب تمسك البعض ومنهم عون بمواقفه وعدم التنازل لمصلحة انقاذ البلد، باعتبار أن رئيس البلد بوصفه القائد الأعلى للجيش يشكل من موقعه هذا الحصانة الأساسية للمؤسسة العسكرية.
وأمام إصرار جنبلاط على مقاربته للأزمة من زاوية البدء بملء الشغور في رئاسة الجمهورية أجرى النائب عون مع جنبلاط، كما تقول المصادر، مقاربة شاملة للاوضاع مستكشفاً أفق الحلول ومستطلعاً ما لديه من بدائل ما دامت حظوظه الرئاسية ضعيفة حتى الساعة، إلا أن اي جديد لم يظهر في المواقف وأكد عون ثباته على خياراته، مجدداً طرح الانتخابات الرئاسية مباشرة من الشعب، ومعرباً عن اعتقاده بأن الاضطهاد الذي يتعرّض له المسيحيون في منطقة الشرق الأوسط لا يجوز أن ينسحب على مسيحيي لبنان البلد العربي الوحيد الذي يحكمه رئيس مسيحي بتهميش دور الرئيس واختيار شخصية لا تتمتع بحيثية شعبية، موضحاً أنّ همّه ليس الوصول إلى بعبدا، بقدر حرصه على المحافظة على حقوق المسيحيين.
وإذ شدّدت المصادر على أن الجانبين توصلا إلى تفاهم مشترك على خطورة الوضع، وعلى وجوب التواصل بين القيادات الوطنية لتحصين لبنان مما يجري حوله وداخله بدءاً بانتخاب رئيس جديد يملأ الشغور في الموقع الماروني الأوّل الذي يحرص عليه عون، الا أن موضوع سحب عون لترشيحه بقي عالقاً من دون أن يحصل جنبلاط على جواب إيجابي.