Site icon IMLebanon

ضَخّ الأموال داء أم دواء؟

Joumhouriya-Leb

طوني رزق

اعتاد المجتمع الحديث في مختلف انحاء الكرة الارضية، وبدءاً من المجتمعات الغربية وخصوصاً في الدول الغنية، على الذهاب بعيداً في الاستهلاك. وكان هذا الاستهلاك يتخطى دائماً الحدود المالية والخطوط الحمر، وانسحب هذا الانفاق على الافراد والمؤسسات والحكومات ايضاً. فالجميع يريد شراء اللحظة الحاضرة على رغم كلفتها الباهظة على المدى الطويل.
ويبدو انّ رجال الاقتصاد والمال في أرقى الدول واكثرها حضارة وعلماً وتمَدّناً ما زالوا يشجعون على اعتماد هذا النمط. وتبَنّت المصارف المركزية الكبرى في العالم هذا النهج فضَخّت المصارف تريليونات الدولارات تحفيزاً للنمو الاقتصادي، مثل الاحتياطي الفدرالي الاميركي وبنك اليابان المركزي وبنك انكلترا.
وتعتمد مبادىء هذه النظرية المالية النقدية الاقتصادية على انّ الجسم المريض والقابل للحياة يجب ان يحصل على الدماء والادوية والعلاجات مهما كانت كلفتها ريثما يعود الى نشاطه ويبدأ بالانتاج والربح.
وعلى رغم انّ الاقتصاد الاميركي ومعه الياباني والبريطاني أظهرت تجاوباً مقبولاً مع هذه السياسات، بقي البنك المركزي الاوروبي خارج هذه اللعبة فتراجعت ميزانيته تريليونات الدولارات في السنوات القليلة الماضية واستمر الوهن في الاقتصاد الاوروبي. ودفع ذلك الكثير من الخبراء الى التوصية باعتماد سياسات ضخّ السيولة في الاقتصاد الاوروبي قبل فوات الاوان واقتراب الكثير من الشركات والمصارف من حافة الانهيار.
وفي لبنان اعتمد مصرف لبنان على سياسة ضَخّ الاموال بشكل غير مباشر عبر تشجيع ودعم الاقراض عبر المصارف بكلفة متدنية، وتظهر السوق اللبنانية حاجة وادمان متزايدين على هذا الضخ من السيولة في الاسواق، وما الصرخة الاخيرة والمرتبطة بقروض مؤسسة الاسكان سوى مثال محدود على ذلك.

السوق اللبنانية

استفادت الاسهم اللبنانية من تقدّم الجيش اللبناني في منطقة عرسال في مواجهاته العسكرية ضد المسلحين، فزادت أسهم شركة سوليدير من الفئة (أ) بنسبة 0,39 في المئة الى 12,57 دولاراً، وارتفعت أسهم سوليدير الفئة (ب) بنسبة 2,47 في المئة الى 12,82 دولاراً، وتراجعت في المقابل اسهم شركة ريمكو للسيارات بنسبة 2,89 في المئة (عقب ارتفاعها الكبير أمس الاول) الى 3,40 دولارات.
كما انخفضت اسهم بنك عودة العادية بنسبة 0,78 في المئة الى 6,30 دولارات واستقرت الاسهم التالية: بنك بيبلوس العادية على 1,60 دولار، وبنك اللبناني للتجارة (B) و (C) على 100 دولار لكلّ منهما، وأسهم بنك بيبلوس فئة العام 2008 على 10,50 دولارات.
وسجّل أمس تبادل 29 عملية بيع وشراء داخل ردهة البورصة تناولت التسعة أسهم المذكورة، وبلغ حجم التداول الاجمالي 40056 سهماً وقيمته 429251 دولاراً. وفي سوق القطع الاجنبي في بيروت استقرت الاسعار الرسمية على مستوياتها السابقة، واستقر سعر تبادل الدولار في السوق المصرفية على اعلى مستوى له إزاء الليرة اللبنانية.

أسواق الصرف العالمية

بقي الدولار قوياً أمس في مقابل العملات الرئيسية الاخرى مع إفادته المتواصلة من البيانات الاقتصادية المتتالية في الولايات المتحدة الاميركية، فلقي دعماً من تزايد التوقعات بقرب رفع أسعار الفائدة الاميركية. فزاد الدولار 0,28 في المئة مقابل اليورو الى 1,3339 دولار، وبنسبة 0,31 في المئة مقابل الجنيه الاسترليني الى 1,6833 دولار، وبنسبة 0,21 في المئة الى 0,9109 فرنك سويسري، وبنسبة 0,15 في المئة الى 1,0977 دولار كندي، غير انّ الين الياباني وجد دعماً من بعض الاقبال عليه كعملة ملاذ آمن فزاد بنسبة 0,19 في المئة مقابل الدولار الذي بلغ أمس 102,40 ين.
وكانت الاوضاع في اوكرانيا قد دعمت الاقبال على العملات التي تعتبر كلاسيكياً ملاذاً آمناً في فترات الاضطرابات العالمية، وتراجع الدولار النيوزيلندي مع تباطؤ نمو عدد الوظائف، وهو الان أقلّ بنسبة 45 في المئة عن مستواه في شهر شباط الماضي.

الأسهم العالمية

تأثرت البورصات الاميركية والاوروبية والاسيوية بتدهور الاوضاع في اوكرانيا، فتراجعت الاسهم في بورصة وول ستريت لينخفض مؤشر داو جونز بنسبة 0,84 في المئة الى 16429 نقطة ويهبط مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,97 في المئة الى 1920 نقطة ويتراجع مؤشر ناسداك بنسبة 0,71 في المئة الى 4353 نقطة.
وفي اوروبا تراجع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 1,07 في المئة الى 4188 نقطة، ومؤشر داكس الالماني بنسبة 1,22 في المئة الى 9077,77 نقطة، ومؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 1,11 في المئة الى 6609 نقطة.
امّا في آسيا فتأثرت الاسهم بهبوط الاسهم الاميركية فأقفلَ مؤشر نيكي بنسبة 1,05 في المئة في بورصة طوكيو الى 15110 نقطة وقد تأثر ايضاً بارتفاع الين الياباني، كما تراجع المؤشر في بورصة هونغ كونغ بنسبة 0,20 في المئة الى 24584 نقطة وفي بورصة شانغهاي بنسبة 0,11 في المئة الى 2217 نقطة.

الذهب والنفط

أدى تزايد التوتر العسكري في اوكرانيا الى ارتفاع أسعار الذهب بعد ظهر أمس بنسبة 0,33 في المئة الى 1289,50 دولاراً للاونصة، غير انّ الفضة تراجعت بنسبة 0,19 في المئة الى 19,80 دولاراً للاونصة، مشيرة الى تراجع للذهب في الايام المقبلة. ويبقى الذهب في دائرة الضعف دون مستوى 1300 دولار، لكنه قد يلقى بعض الدعم اذا ما تدهورت الاوضاع العسكرية اكثر.
وارتفع سعر النفط الاميركي في نيويورك بعد ظهر أمس بنسبة 0,23 في المئة الى 97,60 دولاراً للبرميل، كما ارتفع سعر مزيج برنت الخام في اوروبا 0,31 في المئة الى 104,93 دولارات للبرميل مع تراجع كبير لحجم الاحتياطيات النفطية الاميركية، في اشارة الى تزايد حجم الاستهلاك، ويلقى النفط دعماً من التوتر الجيوسياسي في انحاء مختلفة من العالم.