منذ بداية العام الحالي ارتفعت اسعار الذهب13% وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في انحاء العالم ويتوقع المحللون استمرار بقاء اسعار الذهب عند مستوي1200 و1300 دولار للاوقية حتي نهاية العام الحالي.
عادة تكون فترة الصيف هادئة بالنسبة لاسواق الذهب العالمية ولكن التوترات السياسية في: شرق اوروبا, الشرق الاوسط تلقي بظلالها علي اسواق الذهب وكذلك النفط.
اما بالنسبة للسلع الزراعية فان التراجع المطرد في اسعارها في الاسواق العالمية يثير التساؤلات حول ارتفاعها محليا.
فخلال الاسابيع الاخيرة ارتفع سعر المعدن الاصفر علي اثر تصاعد الاضطرابات في العراق وغزة واوكرانيا حيث يلجأ عادة المستثمرون الي ما يسمي بـالاصول الصلبة خلال فترات عدم اليقين السياسي والاقتصادي التي تزيد من جاذبية المعدن النفيس كلاذ آمن.
ويري محللون ان هناك العديد من الاسباب التي تدفع المستثمرين الي الذهب وبحسب محللي ميريل لينش فان الاسوأ قد انتهي بالنسبة للمعدن النفيس وان شهر ديسمبر الماضي كان بمثابة نقطة تحول بالنسبة لاسعار الذهب عندما بدأت ترتفع مرة اخري.
كانت اسعار الذهب قد اقتربت من اعلي مستوي لها علي الاطلاق في عام2011 عندما وصل سعر الاوقية الي1900 دولار بسبب تزايد مخاوف المستثمرين من حدوث انهيار اقتصادي عالمي لكن المعدن الاصفر فقد بريقه مع صعود سوق الاسهم.
وخلال العام الماضي شهد السوق خروجا كبيرا للمستثمرين مع سعيهم للحصول علي عوائد اكبر من خلال الاستثمار في اصول اكثر خطورة وانخفضت الاسعار30% في عام2013 مسجلة اكبر تراجع منذ عام1981.
وعلي الرغم من التوترات الجيوسياسية التي تدعم المعدن النفيس علي المدي القصير فان اتجاهه كان نزوليا, والسبب استمرار تسجيل البورصات لمستويات قياسية.
ويقول خبراء ان هناك العديد من العوامل التي تحول دون انخفاض اسعار الذهب لكن لا يوجد ايضا ما يدعم ارتفاعها بقوة.
ومن الاسباب التي دفعت المستثمرين لتفضيل الذهب في الاسابيع الاخيرة ايضا السياسة النقدية للبنك المركزي الامريكي حيث رأي المستثمرون في الذهب بديلا للدولار.
وقد اكد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الاخير صحة دواعي قلق المستثمرين بخصوص الافاق الاقتصادية فتفاصيل اجتماع البنك المركزي الامريكي الأخير لم تكشف عن أي مؤشرات جديدة لرفع اسعار الفائدة علي الرغم من اتفاق صناع السياسة علي انهاء برنامج التحضير الاقتصادي برنامج شراء السندات في شهر اكتوبر المقبل فبالرغم من ان البيانات الاخيرة تبين استمرار تحسن سوق العمل الامريكي فإن الامر غير كاف لرفع اسعار الفائدة.
وبحسب محللي المعادن في ميريل لينش فان الطلب من جانب الصين والهند ساعد علي توازن السوق في ظل اتجاه المستثمرين للبيع, والمشترون الاسيويون لا يهتمون بمجرد الارباح علي المدي القصير حيث انهم يعتبرون الذهب استثمارا جيدا علي المدي الطويل ونادرا ما يبيعون من اجل الربح فقط ومن ثم فان الطلب الآسيوي مستمر.
واستخدام الذهب كآلية للتمويل في الصين يدعم المعدن الاصفر ويتوقع مجلس الذهب العالمي انخفاض الطلب الصيني هذا العام قبل ان يرتفع مرة اخري في عام2015 مع زيادة الشريحة للطبقة المتوسطة.
وحسب تقرير لمجلس الذهب العالمي فان الشركات الصينية ربما احتجزت ما يصل الي الف طن من الذهب في صفقات تمويل, وقال التقرير ان شراء المعدن الاصفر لاغراض تمويلية في اكبر دولة مستهلكة له في العالم يعرضه لضغوط اذا تقلصت الواردات بسبب حملة واسعة النطاق ضد استغلال السلع الاولية في التمويل.
واضاف التقرير ان استخدام الذهب في قروض وخطابات ائتمان يوفر تمويلا منخفضا التكلفة للاستثمار والمضاربة لكنه يثير مخاوف من انخفاض الاسعار في حالة صدور قرار بإلغاء صفقات التمويل بالذهب.
وتعد الصين حاليا اكبر مستهلك للذهب في العالم منذ ان تجاوزت الهند في العام الماضي مع ارتفاع مبيعات المجوهرات الذهبية باندا وسبائك الذهب الصغيرة.
ووفقا لمجلس الذهب العالمي بلغ معدل نمو الطلب الصيني علي المجوهرات1.06 طن بنسبة32%.
وبالاضافة الي انها اكبر مستهلك للمعدن الاصفر فان الصين هي ايضا كانت اكبر منتج للذهب خلال السنوات العشر الماضية مع تضاعف الانتاج من217 طنا الي437 طنا.
اظهر استطلاع اجرته رويترز مؤخرا ان المحللين والمتعاملين يتوقعون ان يبلغ متوسط اسعار الذهب1277 دولارا للاوقية للعام بأكمله مع عودة السياسة النقدية الامريكية الي وضعها الطبيعي وفي ظل طلب آسيوي ضعيف.
وقال خبراء ان الطلب الضعيف بالسوق الحاضرة في آسيا خلال فترة الصيف الهادئة يقلل دعم اي موجة صعود في الاسعار.
*النفط: مع استمرار التوترات السياسية في الشرق الاوسط وشرق اوروبا وانخفاض مخزونات الخام الامريكي اكثر مما كان متوقعا ارتفعت اسعار العقود الآجلة للخام خلال الاسابيع الاخيرة.
استمرار اعمال العنف في ليبيا والعراق ومخاوف بشأن امدادات العراق وعدم اليقين بشأن المحادثات النووية مع ايران كلها عوامل دفعت بأسعار النفط للارتفاع.
وعلي الصعيد العراقي تقدر خسائر النفط العراقي منذ مارس الماضي بحوالي260 ألف برميل يوميا وربما تفقد الاسواق500 الف برميل يوميا اضافية اذا تفاقم الوضع في العراق كما سيتم تأجيل او خفض استثمارات الشركات الاجنبية في حقول النفط مما سيؤثر علي حجم الانتاج مستقبلا فوفقا لتوقعات متفائلة كان من الممكن ان تنتج العراق8 ملايين برميل يوميا بحلول عام2017 حيث تقدر احتياطياتها المؤكدة بنحو140 تريليون برميل. يذكر ان العراق لديها خامس اكبر احتياطي للنفط في العالم بعد فنزويلا297 تريليون برميل, والسعودية296 تريليونا وكندا173 وايران157.
ونظرا لتقييد ظروف المعروض في معظم دول منظمة الاوبك مع تشغيل الحقول بنسبة95% من طاقتها تم تعديل متوسط الاسعار لخام برنت الي111 دولارا للبرميل في العام الحالي و112 دولارا في2015 وفقا لمؤشر اسعار السلع لسكوتيا بنك.
*السلع الزراعية:
وفقا لاحدث التوقعات الصادرة عن البنك الدولي فان اسعار السلع الزراعية ستكون منخفضة في2014 و2015 مع استمرار العوامل التي اسهمت في هبوط الاسعار خلال الشهور الاخيرة من زيادة محاصيل القمح والذرة والارز بمستوي قياسي والمعروض المتاح منها وارتفاع المخزونات العالمية.
كانت المخاوف المرتبطة بظاهرة النينو وما يصاحبها من جفاف قد دفعت اسعار بعض الحبوب الي الارتفاع في الربع الاول من هذا العام ولكن الاسعار انخفضت في الربع الثاني مع زيادة الامدادات.
وبحسب تقديرات منظمة الاغذية والزراعة عالميا الفاو فان اسعار الغذاء عالميا تراجعت علي اساس شهري بنسبة1.2% في مايو كما تراجع موشر اسعار الغذاء لدي الفاو للشهر الثالث علي التوالي في يونيو بسبب انخفاض اسعار القمح والذرة وزيت النخيل ووفرة الامدادات وتحسن آفاق الانتاج العالمي لهذه السلع.
ولكن علي الرغم من الآفاق المتفائلة في مؤشرات تحرك اسعار السلع الزراعية باتجاه الهبوط فإن هذا لم يمنع تحذيرات الخبراء من انعدام الامن الغذائي في الدول الفقيرة ومخاوفهم ازاء ازمة غذاء عالمية جديدة في ظل نمو الطلب بسبب زيادة السكان وانخفاض المعروض علي المدي الطويل نتيجة للتغيرات المناخية.