أوضح الرئيس سعد الحريري أنّ “غيابه الذي إستمر ثلاث سنوات وأربعة أشهر كان بمثابة أقسى عقوبة له في حياته، وأنّ العودة إلى بيروت هي أهم مكافأة له”.
الحريري، وفي كلمة خلال ترأسه إجتماعاً موسعاً لقوى 14 آذار في بيت الوسط، لفت إلى أنّ “الهبة السعودية فتحت له طريق العودة إلى لبنان”، مشيراً إلى أنّ “الوظيفة الأساسية لهذه الهبة هي دعم الجيش والقوى الأمنية والدولة، والمساهمة في ترسيخ إستقرار لبنان، ومواجهة كل محاولات تخريب العيش المشترك بين اللبنانيين”.
وقال: “يقول كثيرون إنّ عودتي لها علاقة بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، إلا أنّ إنتخاب الرئيس هو مسؤولية الجميع، وليس صحيحاً أنّ هذه المسؤولية يتحملها سعد الحريري منفرداً. لقد آن الأوان لأن نضع حداً للقيل والقال في هذا الموضوع، وأن نفتح الباب أمام توافق واسع على إنتخاب الرئيس، والإنتقال إلى التضامن الوطني لمواجهة التحديات الماثلة”.
وأضاف: “نحن ضدّ الفراغ في سدة الرئاسة، ووجود رئيس للجمهورية في السلطة الآن حاجة وضرورة للبلد ولإستقرار الأوضاع وتجديد الحوار بين اللبنانيين”.
وتابع الحريري: “إنّ خيارنا هو دعم الدولة ومساعدة الجيش والقوى الأمنية بمعزل عن بعض الأخطاء التي إرتُكبت من هنا أو من هناك. فإذا كان “حزب الله” يرتكب أخطاء بحق لبنان، فهذا لا يعني أن نرد عليه بأخطاء مماثلة، أو أن نلجأ إلى كسر شوكة الدولة وهيبتها”.
وأكد أنّ “تدخل “حزب الله” في سوريا لم يجلب للبنان إلا الأذى، وأكبر أذى وقع على الطائفة الشيعية من خلال موجة التفجيرات التي ضربت الضاحية والجنوب والبقاع”، وأردف: “كما عرّض الجيش والقوى الأمنية لإعتداءات من قبل المجموعات الإرهابية، وقد رأينا كيف يدفع الجيش ضريبة غالية من دماء شبابه بسبب إصرار “حزب الله” على فرض أمر واقع لم يوافق عليه أحد من اللبنانيين”.
وشدّد الحريري على أنّ “دور “تيار المستقبل” هو حماية الإعتدال، ومنع التطرف من التمدّد والإنتشار”، معتبراً أنّ “خطر الإرهاب جدي ومصيري، وأيّ تهاون في مواجهة هذا الخطر يعني فتح الباب أمام الفتنة ونهاية لبنان”.
ورأى أنّ “ما يحصل في العراق أخطر من خطير، وأنّ عملية تهجير المسيحيين العراقيين رسالة للجميع في لبنان وتهديد مباشر لصيغة العيش المشترك في البلاد”.
وختم الحريري: “الوقت ليس للمزايدات السياسية أو للتشكيك بالدولة وإطلاق الخطابات الشعبوية، لأنّ المرحلة حساسة وتحتاج كلاماً وتصرفاً مسؤولاً، وتتطلب تكاتفاً حول دور الدولة ومنع سقوط المؤسسات الأمنية والعسكرية. فإذا سقط الجيش لا سمح الله، نكون نحن أول الخاسرين، ولن يربح أحد سوى النظام السوري وبشار الأسد ومن معهم”.