ايلي قهوجي
مظاهر الحلحلة التي طغت على المشهد في عرسال بعد نجاح المساعي التي بذلتها “هيئة العلماء المسلمين” في لبنان لاخلاء هذه البلدة البقاعية من الجماعات الارهابية المسلحة التي كانت تحتلها، وما أعقب ذلك من عودة تدريجية لأهاليها اليها، لم تبدد مشاعر الحذر التي تسود أوساط المتتبعين للأوضاع فيها خصوصاً وفي بؤر التوتر الأخرى عموماً حتى الآن. ويعزى ذلك الى عدم اطلاق المخطوفين من الجيش وقوى الأمن الداخلي لدى هذه الجماعات الارهابية، الأمر الذي أبقى الهدنة الأمنية محفوفة بمخاطر سرعان ما تفاعل معها المتعاملون في بورصة بيروت عشية عطلة نهاية الاسبوع. وهكذا، ظلت مقاربتهم للصكوك المالية اللبنانية المدرجة على لوائحها تتسم بالتردد بيعاً وشراء قبل أن تتضح صورة الوضع في البلاد. وفي انتظار ذلك، تقلصت حركة التداول في سوق الصكوك المالية أمس لتقتصر على تلبية حاجات البعض من السيولة بيعاً لكميات محدودة منها كلما وجد من يشتريها بالاسعار المعروضة بها، الى ان علموا بعودة رئيس الوزراء سابقاً سعد الحريري الى بيروت صباح أمس للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات ونيف لأسباب أمنية واجتماعه برئيس الوزراء تمام سلام، في تطور سرعان ما أفادت منه أسهم “سوليدير” دون غيرها فقزت أسعارها بسرعة قبيل الظهر إلى ما فوق عتبة الـ 13٫00 دولاراً للسهم الواحد منذ الاثنين 7 تموز الماضي، بعد البلبلة السياسية والأمنية التي أعقبت خلو رئاسة الجمهورية، إلى أعلى على 13٫40 من أدنى على 12٫56 دولاراً قبل ساعات قليلة لتقفل الفئة “أ” منها بـ 13٫02 دولاراً في مقابل 12٫65 أول من أمس (زائد 2٫92 في المئة) والفئة “ب” بـ 13٫03 دولاراً في مقابل 12٫61 (زائد 3٫33 في المئة)، وقت ارتفعت قليلاً أسعار “بنك عودة” المدرجة من 6٫00 دولارات الى 6٫01 (زائد 0٫16 في المئة) واستقرت أسعار أسهم “بنك بيروت” على 19٫00 دولاراً وشهادات ايداع “بنك لبنان والمهجر” على 9٫35 دولارات وأسهم “البنك اللبناني للتجارة” التفضيلية – A على 100٫00 دولار وأسهم “الاسمنت الأبيض” لحامله على 3٫50 دولارات في القطاعات الأخرى من مصارف وصناعة مواد البناء.
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بارتفاع قادته “سوليدير” مقداره 8,33 نقاط ونسبته 0,70 في المئة على 1191,30 نقطة، في سوق انتقائية ونشيطة تبودل فيها 144024 صكاً قيمتها 2,017,70 دولارات، في مقابل تداول 21591 صكاً قيمتها 374856 دولاراً أول من أمس.
ارتفاع الاورو وتباين البورصات
في الخارج، تحول الاورو الى الارتفاع في أسواق القطع العالمية ليتجاوز صعوداً عتبة الـ1,34 دولار التي كان قد كسرها الثلثاء الماضي نزولاً بضغط من المضاربات على ارتفاع معدلات الفائدة الاميركية. وجاء ذلك في نهاية الاسبوع نتيجة سعي المستثمرين المؤسساتيين وراء ملاذات آمنة مثل الفرنك السويسري والين والاورو بعدما وافق الرئيس باراك أوباما على توجيه ضربات جوية في العراق الى قوات “الدولة الاسلامية” لحماية الاقليات الدينية والإتنية وافراد اميركيين محاصرين في هذا البلد بطلب من حكومته الامر الذي شجع البعض على المضاربة ضد الدولار تحسباً لانعكاسات هذه العمليات العسكرية عليه، وخصوصاً بعد الحزر الذي أعلنته روسيا على استيراد المواد الغذائية وغيرها من الولايات المتحدة في ظل حديث عن سعي موسكو الى تخفيف التوتر حول أوكرانيا أوروبياً. وقد تداخلت كل هذه الاعتبارات الجيوسياسية لتحجب ليس فقط تقلص الفائض التجاري الالماني من 18,8 مليار أورو في أيار الى 16,2 ملياراً في حزيران نتيجة هبوط الواردات بنسبة 4,5 في المئة وارتفاع الصادرات بنسبة 0,9 في المئة، بل أيضاً زيادة الانتاجية غير الزراعية في الولايات المتحدة بنسبة 2,5 في المئة في الفصل الثاني بعد تراجعها بنسبة 4,5 في المئة في الفصل الأول وارتفاع مخزون السلع لدى تجار الجملة بنسبة 0,3 في المئة في حزيران كما في ايار، وتجعل الأورو يقفل في نيويورك بـ1,3415 دولار في مقابل 1,3360 أول من أمس، في تطور حال دون المضاربات على الذهب الذي أقفلت الأونصة منه بـ1311,70 دولاراً في مقابل 1311,80 وأونصة الفضة بـ19,98 دولاراً في مقابل 19,96 في الفترة عينها. وأدى ذلك الى استمرار تراجع الأسهم الاوروبية لتقفل البورصات في منطقة الأورو بخسارة راوحت بين 1,00 في المئة في أمستردام و0,05 في المئة في باريس. الا ان التفاؤل الذي طغى على مشاعر المستثمرين في الولايات المتحدة بعد اعلان روسيا انهاء مناوراتها العسكرية قرب حدود أوكرانيا التي اعتبرتها واشنطن “استفزازية” وعلى المخاوف من عواقب توجيه واشنطن ضربات جوية في العراق، فأقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بارتفاع 185,66 نقطة عل ى 16553,93 نقطة و35,93 نقطة على 4370,90 نقطة توالياً.