عاد الرئيس سعد الحريري الى لبنان بشكل مفاجئ من دون تسريبات مسبقة، بعد اكثر من ثلاث سنوات على غيابه، ودخل بيروت من بوابة السرايا الحكومية، بعد زيارة ضريح والده الرئيس الراحل رفيق الحريري في وسط العاصمة، حيث التقى رئيس الحكومة تمام سلام لنحو 25 دقيقة، قبل أن ينتقل الى “بيت الوسط”، حيث باشر من هناك لقاءات واتصالات مكثفة استهلّها بلقاء السفير الاميركي وبعض اركان «فريق 14 آذار»، في ما بدا أنه متابعة عن قرب لكل الملفات الأمنية والسياسية العالقة لمحاولة حلها، من معالجة وضع بلدة عرسال بشكل نهائي والوضع في طرابلس ومحاولة لملمة الشارع السني الذي بدأ يفلت من ايدي “تيار المستقبل” لمصلحة الاسلاميين المتطرفين او الارهابيين، خاصة بعد الذي جرى في طرابلس وعرسال، والانتقادات التي يوجهها الاهالي الى تيار المستقبل نتيجة تفلت الوضع الامني في المنطقتين.
ونقلت صحيفة “السفير” عن متابعين لعودة الحريري انه عاد ايضا لمتابعة الملفات السياسية، من رئاسة الجمهورية حيث ردد بعض من تسنى له الاطلاع على اسباب العودة انه ربما يكون قد حمل معه من السعودية اسم الرئيس العتيد اذا كان من قرار اقليمي ودولي لإجراء الانتخابات الرئاسية لإنقاذ لبنان من فورة الارهاب في المنطقة، اضافة الى الانتخابات النيابية اذا حصلت او التمديد للمجلس النيابي، فيما كان السبب المعلن لعودته هو متابعة تنفيذ الهبة السعودية المالية الجديدة للجيش اللبناني لتمكينه من مكافحة الارهاب في لبنان.
وقالت مصادر “بيت الوسط” لـ”السفير” إن لا شيء محدداً بعد في ما اذا كان الحريري سيبقى نهائياً في بيروت او انها زيارة قصيرة او طويلة، فتلك مرتبط بأمور كثيرة منها السياسي والامني، والامر يعود لتقديره الشخصي للظروف، هل ستجري انتخابات رئاسية او نيابية او تمديد للمجلس النيابي، وما هو مسار الوضع العام في لبنان الامني والسياسي والملفات التي تحتاج الى وجوده الشخصي.
وبحسب المعلومات الرسمية، تبلغ الرئيس سلام من الرئيس الحريري قرار الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز تقديم مليار دولار الى لبنان مخصصة لتلبية الحاجات الملحة للجيش وجميع القوى والأجهزة الأمنية اللبنانية. وتباحث الرئيسان في آلية صرف هذه الهبة التي وضعها الملك عبد الله في عهدة الرئيس الحريري، واتفقا على استكمال البحث في الإجراءات التنفيذية ضمن الأطر القانونية اللازمة.
وذكرت مصادر السرايا الحكومية ان الرئيس سلام بحث مع الرئيس الحريري في خمس نقاط اساسية هي:
– الإجراءات التي ستتخذها الحكومة لصرف هبة المليار دولار المقدمة من السعودية للجيش، باعتبار الحكومة هي الجهة الرسمية الوحيدة المخولة قبول الهبات من دولة اخرى، وتحديد اوجه صرفها وكيفيته.
– الوضع في عرسال في ضوء ما قام به الجيش والحكومة، وآخر المعطيات المتوافرة عن التفاوض للافراج عن العسكريين الاسرى، ومسار عودة اهالي البلدة وسبل توفير الاحتياجات الضرورية اليهم واعادة اعمار ما تهدم باعتبار ذلك اولوية قصوى.
– الانتخابات الرئاسية والدفع الذي يقوم به سلام لإجرائها لضمان حسن سير عمل المؤسسات الدستورية من جهة، ولتخفيف الأعباء عن الحكومة التي تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية، لتتمكن من الانصراف لعملها بشكل تام في توفير مصالح المواطنين والمؤسسات الرسمية.
– مسار الاتصالات حول إجراء الانتخابات النيابية بعد توقيع وزير الداخلية على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة والتحضيرات اللوجستية والامنية اللازمة لإجرائها في وقتها، عدا الاتصالات السياسية التي جرت لإجرائها.
– البحث في التحضيرات التي صارت منجزة لإجراء انتخاب مفتٍ جديد للجمهورية، بعد الاتفاقات التي جرت بين كل الاطراف للتوافق على رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا الشيخ عبد اللطيف دريان.