أكّدت مصادر تيار “المستقبل” أنّ أيّ لقاء لن يُعقد بين الرئيس سعد الحريري والأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، لافتة الى انه إذا كان الحزب قبل بالقرار 1701 في الجنوب وبمندرجاته، ووافقَ عليه في الأساس، وهو كان جزءاً من الحكومة، فبالتأكيد إنّه وافقَ عليه مسبقاً، وما نفهمه اليوم هو أنّه يريد أن تبقى الحدود “فالتة” وأن يبقى الجيش والمجتمع اللبناني يتحمّلان تبعات أزمة النظام السوري التي يشارك الحزب فيها.
وقالت المصادر لصحيفة “الجمهورية”: “كلام الحزب عملياً مردود. فإذا أراد فعلاً أن يخلّص لبنان من الأزمة فليخرج من سوريا أوّلاً وليفسح المجال أمام الجيش لضبط الحدود. أمّا الرفض المطلق وبلا حلول ثانية مطروحة فمعناه أنّ الحزب عملياً يترك البلد في مهبّ الريح لكي يكون مفتوحاً لكلّ المشكلات التي تأتي من خلف الحدود”.
ووصفت المصادر إعلان الحزب استعدادَه لتحالفات سياسية تجعل اللبنانيين جبهة موحّدة لدحر الخطر التكفيري بأنّه موقف إعلاميّ متقدّم، لكن ينقصه التطبيق الفعلي، والتطبيق الفعلي يعرفه الحزب ولكنّه يهرب منه، فإذا شاء الذهاب الى حلّ وسط فعليه العودة إلى سياسة النأي بالنفس والتوقّف عن تحدّي المجتمع اللبناني، خصوصاً السنّي، من خلال التحدّي الذي يمارسه، سواءٌ في سوريا أم في العراق، لذلك الكلام في الهواء، كما وصفناه، حديث متقدّم لكن ينقصه المنطق، فهل هو مستعدّ للخروج من سوريا أم لا؟
ورأت المصادر إنّ خريطة الطريق التي أعلنها تيار “المستقبل” وقوى 14 آذار تشكّل أبرز وسيلة لتمكين المجتمع للبناني من مواجهة موحّدة لـ”داعش”، والتي تكمن أوّلاً بالانسحاب من سوريا ومن ثمّ الذهاب الى تفاهمات وطنية بشأن مسألة السلاح غير الشرعي، لأنّ أحد أبواب دخول التطرّف الى البلد هو التطرّف الذي يمثّله الحزب كتنظيم شيعي. لذلك فإنّ كلام الحزب إعلاميّ للإيحاء بأنّه إيجابي، لكن عملياً هو محاولة لذرّ الرماد في العيون للتغطية عن كونه هو سبب استدراج الإرهاب والتطرّف إلى الساحة اللبنانية.