عاد رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، في وقت دحر فيه الجيش اللبناني الارهابيين الذين كانوا قد استولوا على بلدة عرسال واختطفوا عدداً كبيراً من العسكريين وقوى الامن. وتلقّى الجيش اللبناني هبة سعودية قيمتها مليار دولار اميركي.
وينتظر اللبنانيون مبادرة لحلحلة جمود ملف الانتخابات الرئاسية من ناحية، ولملمة التشرذم في مواجهة المخاطر التاريخية التي استجدت في المنطقة وفي لبنان. ولكن ما زال الفارق شاسعاً بين الحركة المفاجئة الايجابية وبين التوقعات المتفائلة في شأن الملفات الخطيرة الموضوعة على الطاولة.
ويبقى الحذر أشد وقعاً من التفاؤل جرّاء الفشل السياسي المتواصل على الساحة اللبنانية والخوف من بقاء التجاذبات السياسية أقوى وزناً وترجيحاً من الشؤون الوطنية الخطيرة والمصيرية الكبرى.
غير انّ الاسواق المالية اختارت ان ترحّب بعودة الحريري وتوقّف القتال في عرسال والمليار دولار، على رغم انّ المستجدات الثلاثة هي وسائل لا حلول، وانّ النار ما زالت تحت الرماد واحتمالات استئناف الارهاب لهجمات مستقبلية ما زال وارداً في ايّ وقت وفي ايّ منطقة من لبنان.
غير انّ مستثمرين في البورصة اللبنانية للاسهم اختاروا ان يعربوا عن تفاؤلهم على رغم كل المحاذير، فأقبلوا على شراء اسهم شركة سوليدير ليرفعوا اسعارها من 12,47 دولاراً في الخامس والعشرين من شهر تموز الماضي الى الى 13,02 دولاراً في نهاية الاسبوع الماضي أي بزيادة ونسبتها 13,02 دولاراً، كذلك ارتفعت اسهم الشركة من الفئة (ب) بنسبة 4,24 في المئة الى 13,03 دولاراً.
وفي السوق الدولية ارتفعت اسهم شركة سوليدير فئة GDR (شهادات الايداع العمومية) بنسبة 2,23 في المئة الى 12,82 دولاراً، غير انّ بقاء أسعار اسهم سوليدير في سوق لندن دون الـ 13 دولاراً يشير بوضوح الى الحذر المتواصل في اوساط المستثمرين.
غير انّ الارتفاع الكبير لأسهم سولدير لم ينسحب على كامل نشاط البورصة، فارتفعت البورصة 0,02 في المئة الى 1191,30 نقطة مقابل تراجع مجمع التداولات بنسبة 48,68 في المئة وقيمتها بنسبة 37,49 في المئة.
وبالمقارنة مع بورصات المنطقة كانت بورصة مصر الافضل اداء مع ارتفاع ونسبته 4,67 في المئة وسط تقارير اقتصادية جديدة ايجابية، وزادت بورصة المملكة العربية السعودية بنسبة 3,31 في المئة على خلفية السماح للمتداولين في الخليج المشاركة بتداولات البورصة المذكورة، كما زادت بورصة مسقط عمان 1,88 في المئة. اما بورصة ابو ظبي فكانت الاسوأ وتراجعت بنسبة 0,56 في المئة.
وفي سوق القطع الاجنبي في بيروت وبعد ان كان الدولار قد ارتفع الى اعلى مستوياته ازاء الليرة في السوق المصرفية، أي الى 1514 ليرة مع انفجار الوضع العسكري والامني في عرسال عاد الى التراجع الى ما بين 1508 و1512 ليرة في نهاية الاسبوع المنصرم.
الاسواق العالمية
وفي الخارج تأثرت الاسواق المالية العالمية في الفترة الاخيرة كما الاقليمية بالاضطرابات العسكرية المتزايدة في العراق وغزة واوكرانيا، وتحديداً بالقرار الاميركي للسماح للطيران الاميركي بالقيام بغارات عسكرية جوية على العراق لدحر هجمات تنظيم داعش.
وأدى ذلك الى اقبال كبير على السندات الاميركية فاتسع الفارق بين عائدات السندات الاميركية واللبنانية الى 18 نقطة و12 نقطة على التوالي على سندات الخمس سنوات والعشر. وارتفعت بالتالي كلفة ضمان المخاطر على هذه السندات اللبنانية الى 395-365 نقطة صعودا من 365-335 نقطة.
وترافق ذلك مع تراجع الاقبال على السندات اللبنانية المذكورة ورزح اليورو تحت ضغوط كبيرة فتراجع في الاسبوعين الاخيرين نحو 0,43 في المئة الى 1,3388 دولار بعدما تراجع الى ادنى مستوى له في تسعة اشهر عند 1,3333 دولار.