دعا رئيس الحكومة تمام سلام إلى “البناء على وقفة الإجماع الوطني التي تجلت في أحداث عرسال للإنطلاق في معالجة جدية للإنشطار القائم على مستوى الوطن”، مؤكداً أنّ “لا حل إلا بالحوار القادر وحده على إنتاج التسويات”.
سلام، وفي كلمة ألقاها في حفل تكريم السفير السعودي علي عواض عسيري في السراي الكبير، أعلن عن أنّ “هبة المليار دولار التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى لبنان هي رسالة تؤكد أنّ المملكة العربية السعودية في سياستها إزاء لبنان معنية فقط، بتعزيز الدولة ومؤسساتها الدستورية، وقواها المسلحة الشرعية، وتدعيم أمنها وإستقرارها، في مواجهة كل أنواع المخاطر وأولها التطرف والإرهاب”.
وإعتبر أنّ “ما شهده لبنان في عرسال كان إنتهاكاً خطيراً للسيادة اللبنانية وإعتداءً سافراً على الجيش والقوى الأمنية وإفتراءً على بلدة لبنانية آمنة، من قبل قوة إرهابية مشبوهة التكوين والمسلك، أرادت إلحاق لبنان بمسرح الفوضى والعبث الذي أقامته في بلاد أخرى، مع ما يعنيه ذلك من تبعات خطيرة على النسيج الوطني، بل على الكيان برمته”.
وقال: “لقد تمكنا بفضل قرارنا السياسي الحاسم وبسالة جيشنا وصمود أهلنا في عرسال من تخطي هذه المحنة، التي لم تصل إلى خواتيمها بعد، بسبب وجود عدد من أبنائنا العسكريين في الأسر”، مضيفاً: “إنّنا مطالبون بإعادة التباينات بيننا إلى سوية طبيعية، بحيث تكون مصدر غنى لحياتنا الوطنية، وليس مآزق سياسية لا تكف عن التوالد”.
وشدّد سلام على أنّ “أيّ مشروع غلبة هو مغامرة تهدّد تماسك البنيان الوطني”، مؤكداً أنّ “لا حل إلا بالتمسك بدولة قانون، والتشبث بالنظام البرلماني الديموقراطي عبر إلتزام الدستور والحفاظ على المؤسسات السياسية وتنشيطها”.
وختم: “لا حل إلا بتحصين لبنان وإبعاده عن كل معادلة أكبر من قدرته على التحمل، لا حل إلا بالالتفاف حول الجيش وجميع القوى الأمنية التي تشكل السياج الشرعي الحامي للوطن والضمانة الوحيدة لأمن اللبنانيين. هكذا فقط، يمكن أن نفتح أمام أبنائنا، باباً لأمل متجدّد بلبنان”.