اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “حزب الله” كان يرغب باكمال الجيش اللبناني للمعركة في عرسال من دون الاخذ بالاعتبار مصلحة لبنان. وقال: “كان البعض يحاول التآمر على الجيش بادخاله بمرحلة استنزاف طويلة للتخفيف عن النظام السوري لكن هذا الهدف لم يتحقّق”.
جعجع، وفي مقابلة على الـ”mtv” ضمن برنامج “بموضوعية”، رأى أن “داعش” كذبة كبيرة وهي فورة تختفي بالسرعة التي ظهرت بها، لافتا الى أنها مجموعات مخربة تتصرف بما تقوم به لأن لا وجود للدولة في أماكن انتشارها في العراق وسوريا، داعيًا اللبنانيين وخصوصا المسيحيين لعدم الخوف من هذه الظاهرة، ومعتبرًا أن خطة المسلحين في عرسال كانت تجنيد مقاتلين سوريين في المخيمات وتشكيل عامل ضغط على “حزب الله.
وأضاف: “لا احد يظن ان “داعش” خطرا وجوديا كيانيا فهي سترحل بالسرعة التي ظهرت بها، واريد من الناس الا يخافوا وينظروا فقط الى تاريخنا منذ 1500 سنة”.
وسأل جعجع: هل لو استمر القتال في عرسال لكان تحرر المخطوفون؟، مشيرا الى أن الهدف العسكري لدى المؤسسة العسكرية كان اخراج المسلحين من لبنان وقد تحقق، مشددًا على أنه ضد أي تبادل بين الدولة والمسلحين من أجل اعادة الأسرى العسكريين لأن ذلك يكسر من هيبة الدولة اللبنانية.
ولفت جعجع الى أن البيئة اللبنانية حاضنة لكل طوائفها بغض النظر عن الخلافات السياسية، وسأل: “ما هي “داعش” الان امام كل المجموعات المسلحة التي كانت في لبنان في الـ1975؟”.
وفي موضوع الفراغ في رئاسة الجمهورية، اعتبر أن هناك كتلتين تعرقل نجاح هذا الإستحقاق، وقال: “التعطيل مستمر حتى اشعار آخر، والوضع المتفجر في المنطقة يمنعنا من الاقدام على خطوات تصعيدية. وأضاف: “طرحت افكارا كثيرة بالنسبة لمواجهة التعطيل لكن في خضم كل ما يجري يبقى حس للمسؤولية وتخوف من ان تفلت الامور او تقع حوادث معينة”.
وسأل جعجع كيف لعودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان ان تسرّع انتخابات الرئاسة؟، لافتا الى أنه لم يشعر بوجود صفقة في هذا الاطار قبل او بعد عودته، ومعتبرًا أن سحب “ترشحه على غير هدى لا يقدم اي نتيجة ولم تترشح ليتسلى”، وأضاف: “ترشحت لأن من حقي الترشح وأنا رئيس أحد أكبر الأحزاب المسيحية، ولدي مشروع سياسي وتحالف وطني عريض”.
وشدد على أن 14 آذار مجتمعة على المشروع السياسي، وقال: “لن تنتخب 14 آذار رئيساً مناقضاً لمشروعها السياسي والحريري لا يحتاج لصفقة كي يأتي رئيساً للحكومة”، محذرا من ان اللعب باتفاق الطائف قد بنذر بعواقب كبيرة، متوجهاً بالسؤال إلى من ينادي بمؤتمر تأسيسي اليوم علامَ هو متفق مع الآخرين؟.
وتابع: “العماد ميشال عون لا يمكن ان نعرف ماذا يريد فهو حيناً مع الطائف وحيناً ضده؟”، مشيرًا الى أنه وبعد الأحداث في العراق “حزب الله” سيتشدد في موقفه أكثر بالنسبة للرئاسة في لبنان بعدما تلقت ايران خسارة بتغيير المالكي.
واعتبر جعجع أن هبة السعودية بمليار دولار لدعم الجيش حقيقةً وقبل وجود رئيس للجمهورية لن يتم صرف مبلغ الـ3 مليار، مؤكدًا أن السعودية ضنينة على محاربة المجموعات المتطرفة نظرا للضرر التي تلحقه هذه المجموعات بالإسلام وصورته.
وفي موضوع الانتخابات النيابية، رأى أن ثمة ظروفا في مكان ما تبرر طرح التمديد للمجلس النيابي، كاشفًا عن أن كتلة “القوات اللبنانية” ستصوت ضد قرار التمديد في المجلس النيابي، وستصوّت الى جانب اجراء انتخابات نيابية في موعدها رغم الاعتبارات الدستورية، وسأل: “هل يمكن ترك البلاد بتمديد وراء تمديد في ظل هذا الوضع الأمني الهش؟. واعتبر أنه على الحكومة التحضير للانتخابات النيابية.
واشار جعجع الى أنه لا يرى ظروفا امنية قاهرة تمنع اجراء انتخابات بل ظروف دستورية قاهرة، متمنيًا على رئيس مجلس النواب نبيه بري ان يدعو لجلسة لاقرار قانون انتخابي جديد.